مؤتمر نحن الاحتواء يدعو إلى تمكين ذوى الإعاقة من العيش فى المجتمع - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ناقش المؤتمر العالمي "نحن الاحتواء" 2025، الذي تستضيفه إمارة الشارقة للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز إكسبو الشارقة، بتنظيم من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وبشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، قضايا الدمج المجتمعي وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مؤكداً ضرورة التحول من أنماط الإيواء المؤسسي إلى العيش المستقل في المجتمع.

إغلاق المؤسسات الإيوائية والانتقال إلى المجتمع
 

في جلسة بعنوان "العمل على إلغاء المؤسسات الإيوائية"، قدّم ميلان سفريبا، ممثل منظمة الاحتواء الشامل في أوروبا، تجربة القارة الأوروبية في هذا المجال، مشيراً إلى أن قرابة 750 ألف شخص من ذوي الإعاقة الذهنية ما زالوا يعيشون في مؤسسات مغلقة تضم أكثر من 30 شخصاً في مكان واحد، إضافة إلى نحو 39 ألف شخص في مستشفيات الأمراض النفسية.

وأوضح أن هذه المؤسسات الإيوائية تحرم الأفراد من المشاركة المجتمعية وتفصلهم عن أسرهم، مطالباً الحكومات الأوروبية بتسريع وتيرة إغلاقها وتوفير بدائل أكثر إنسانية، مثل البيوت المجتمعية الصغيرة أو دعم العيش المستقل داخل المجتمع.

قيود تعيق الأسر والأفراد
 

وأكّد سفريبا أن التحدي لا يكمن في معرفة أهمية التغيير، بل في كيفية تنفيذه على أرض الواقع، مبيناً أن منظمة الاحتواء الشامل الدولية تعمل على مساعدة الحكومات في رسم استراتيجيات الإلغاء، ودعم من خرجوا من هذه المؤسسات لسرد تجاربهم الإيجابية، بما يسهم في تعزيز السياسات الشاملة التي تضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

خطوات عملية وتجارب ناجحة
 

وعرض سفريبا صوراً لمؤسسات ايوائية تم إغلاقها، من بينها مؤسسة في التشيك كانت تضم 116 شخصاً، مشيراً إلى أن هذا التحول يتطلب استعداداً اقتصادياً واستراتيجيات طويلة المدى، تشمل: توفير منازل بديلة ودعماً شخصياً للراغبين بالانتقال إلى المجتمع، وتدريب الكوادر على تقديم الدعم المجتمعي بدلاً من الرعاية داخل المؤسسات، وتطوير البنية التحتية والخدمات الاجتماعية لضمان الدمج الكامل، ومراجعة القوانين والسياسات لتكريس حق الأشخاص ذوي الإعاقة في العيش باستقلالية ضمن المجتمع.

نحو نموذج شامل للدمج
 

شدّد المتحدث على أن الهدف النهائي هو الانتقال من نموذج الرعاية المعزولة إلى نموذج الدمج المجتمعي الذي يتيح للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أن يعيشوا حياة طبيعية، متكاملة، ويشاركون بفاعلية في التعليم والعمل والأنشطة الاجتماعية، مؤكداً أن هذا التحول ليس مجرد مطلب حقوقي، بل خطوة أساسية نحو بناء مجتمعات أكثر شمولاً وإنصافاً.
أكد خبراء ومناصرون للأشخاص ذوي الإعاقة أن توفير المعلومات بلغة واضحة ومبسطة يمثل حقاً أساسياً للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، ووسيلة رئيسية لتمكينهم من اتخاذ قراراتهم بأنفسهم والمشاركة الكاملة في المجتمع. وأجمع المتحدثون على أن المعلومات الميسّرة تعزز الدمج، وتفتح المجال أمام الاستقلالية، وتسهم في تجاوز التحديات في مختلف مجالات الحياة اليومية، من التعليم والصحة إلى العمل والخدمات العامة.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "إنشاء واستخدام صيغ سهلة الفهم"، ضمن فعاليات المؤتمر العالمي 2025 "نحن الاحتواء"، أدارها شيفا شريستا، ممثل اتحاد أولياء أمور الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في نيبال، وتحدث خلالها كلّ من باولا جيلونشي ودومينيك كانتور من مؤسسة "فيسيبليا" في الأرجنتين، وروني سيوني من "بيبول فيرست نيوزيلندا"، ومحمد النابلسي، مؤلف ومدرب معتمد في مجال "القراءة الميسّرة" باللغة العربية من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانيّة، وهيروشي يامادا من "بيبول فيرست اليابان".

أدوات جديدة لتبسيط المعلومات وتسهيل القراءة
 

وقال شيفا شريستا: "يجب أن تكون المعلومات الميسّرة جزءاً من الحياة اليومية، سواء في المدارس أو المستشفيات أو البنوك أو حتى في الأماكن الترفيهية". لافتاً إلى أن العصر الرقمي أتاح أدوات جديدة تعزز هذا الحق وتجعله أكثر سهولة وانتشاراً.

فيما أوضحت باولا جيلونشي أن سهولة القراءة والفهم تمثل طريقاً نحو الاستقلالية والحرية، معتبرة أن تبسيط النصوص مع استخدام الرسوم التوضيحية واعتماد التغذية الراجعة من الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم هو ما يمنح هذه المواد قيمتها الحقيقية. ولفتت دومينيك كانتور إلى أن حق الأفراد في فهم المعلومات المرتبطة بحياتهم اليومية لا يمكن التنازل عنه، مشيرة إلى دورها كمدققة معلومات ومحتوى وما يوفره ذلك من تحسين ملموس في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وأن مساهمتها في تحسين وضوح المعلومات تمنحها شعوراً بالرضا لأنها تلعب دوراً في توفير حياة أفضل لهم.

بدوره أكّد روني سيوني أن آليات تبسيط القراءة تعتمد على كلمات مألوفة ورسوم توضيحية لتيسير الفهم، وأن هذه الآليات معتمدة وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أنها تتيح للفرد متابعة الأخبار وفهم التعليمات الطبية والسفر باستقلالية، وأنها أداة جوهرية في دعم المناصرة الذاتية.

تجربة توظيف القراءة المبسّطة في اللغة العربيّة
 

من جانبه استعرض محمد النابلسي تجربة إدخال "القراءة المبسّطة" إلى اللغة العربية، موضحاً التحديات التي واجهت غياب المعايير الموحدة، لغياب الدراسات الأكاديمية التي تشرح آلية تبسيط اللغة العربية بشكل علمي، وعدم وجود معايير عربية تحدد شكل اللغة السهلة وكيفية إنتاج مواد تناسب الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، قبل أن يتم معالجة هذه التحديات عبر أبحاث وتجارب محلية، ومنها مبادرة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي عقدت ورش تدريب محلية وعربية على القراءة المبسّطة عن طريق مركز أجاد للتدريب، وإصدار أول وثيقة عربية مسجلة ومعتمدة لمعايير اللغة العربية للقراءة المبسطة.

بدوره أكّد هيروشي يامادا أن إنتاج مواد مقروءة ومرئية ميسّرة يفتح المجال أمام الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية للمشاركة في التعبير عن أصواتهم وآرائهم، لافتاً إلى أن الحق في الحصول على المعلومة هو الخطوة الأولى للحق في المشاركة في المجتمع بكل مجالاته.

0 تعليق