هذا الرجل لا يعرف المستحيل..! - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
لعقود طويلة ظلت الحركة الفنية والنهضة الثقافية والأدبية في المملكة محدودة، وذلك على الرغم من الإرث الثقافي والفني والأدبي الثري الذي طالما تميّزت به المملكة على مدار تاريخها الطويل، فالمملكة منارة عريقة في صرح الثقافة العربية ككل، غير أنه على الرغم من هذا الثراء والتنوع والعمق في العديد من المجالات الإنسانية لم تشهد المملكة نهضة فنية قوية أسوة بغيرها من الدول العربية الأخرى، وذلك حتى فترة زمنية قريبة جداً، وعلى نحو حرمها من الكثير من المزايا التي تستحقها على كل من الصعيد الفني والأدبي والحضاري.

تأخرت الحركة الفنية في المملكة عن مكانتها التي تستحقها بسبب العديد من الأسباب؛ لعل أهمها هو تغلغل فكر الصحوة مما نتج عنه فرض الكثير من القيود سواء على المواهب الفنية الشابة أو على تأسيس كليات ومعاهد فنية قادرة على استقطاب الكفاءات الفنية وصقلها لتتمكّن من إثراء الحركة الفنية بالمملكة، هذا الفكر حرم المملكة –بدوره- من الإسهام بشكل فعّال في إثراء الحركة الفنية العربية بما تملكه من مواهب وإمكانات عديدة في العديد من المجالات، وحرم المملكة نفسها من المشاركة الثرية في تحوّلات الحراك الثقافي والفني بصوره المختلفة.

لا شك أن مقاومة هذا النمط من التفكير المتشدّد لم تكن بالأمر البسيط ولا الهيّن، فقد تطلب الأمر إرادة صلبة وحسماً غير مسبوق، ولا شك أن النهضة الحديثة التي بدأت تتميّز بها المملكة كانت بحاجة ماسة لعنصرين أساسيين: وهما رؤية واضحة وطموحة كرؤية 2030، وحسم وانضباط في التنفيذ لضمان تحقيق وتنفيذ الأفكار الخلاقة والخطط الطموحة، وقد كان المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه على قدر المسؤولية، حيث تمكّن بفضل الله من رسم مستقبل المملكة الفني والترفيهي على نحو يمكّنها من تبوؤ مكانتها التي تستحقها، وبما يتفق مع أهداف وغايات رؤية 2030 الطموحة.

من المؤكد أن حصر كافة إنجازات ونجاحات تركي آل الشيخ في هذا الصعيد ليست بالمهمة السهلة، فقد تم تحقيق الكثير من النجاحات المتوالية، فالرجل بدأ مسيرته المتألقة باستبعاد كلمة مستحيل من قاموسه، ومنذ توليه رئاسة الهيئة العامة للترفيه تمكن من صنع نقلة نوعية في قطاع الترفيه، ولم تقتصر هذه النقلة النوعية على إطلاق عدد من الفعاليات أو الأنشطة أو المبادرات الفنية الفردية فحسب، بل أصبح إطلاق تلك الفعاليات (مثل موسم الرياض وموسم جدة) بمثابة بطاقة هوية فنية للمملكة، تستقطب من خلالها مشاهير وصناع هذا المجال، وهو ما حوّل المملكة لواحدة من أكبر الوجهات الفنية إقليمياً بل ودولياً أيضاً، وجعل المملكة قبلة لكبار ومشاهير هذه الصناعة.

من الواضح أن التأسيس لنهضة فنية لم يكن مجرد فكرة عابرة في تفكير تركي آل الشيخ، فالهدف ليس مجرد استقبال فعاليات فنية ورياضية على أراضي المملكة، بل توطين تلك الأنشطة والفعاليات وتحويلها لجزء لا يتجزأ من هوية المملكة الفنية والثقافية، وهو ما نراه متجسداً في إطلاق منصات ومسابقات مستدامة، كما أن سعيه الحثيث للتعاون مع منصات الترفيه العالمية المرموقة جعل المملكة شريكاً استراتيجياً عن حق في مجال الترفيه الفني والرياضي.

رغم التحديات التي واجهها تركي آل الشيخ في تطوير الحركة الفنية والترفيهية في المملكة إلا أنه واجهها ببسالة محارب، فهو لم يتنصل يوماً عن مسؤولياته ولم يدر ظهره أبداً لأي مهمة أسندتها له الدولة عند توليه قطاع الترفيه في المملكة، وقد استثمر الثقة التي منحتها له الدولة في تطوير النهضة الفنية في المملكة بأفضل طريقة ممكنة، ولا شك أن الدور الذي قام –ويقوم- به تركي آل الشيخ لا يمكن قصره على مجرد رئاسة هيئة رسمية بالمملكة؛ فالرجل يعيد رسم ملامح المملكة الفنية دولياً وإقليمياً ومحلياً.

وبخلاف إسهام إنجازاته في تنشيط مجال السياحة الداخلية يعيد دوماً اكتشاف المواهب السعودية الشابة بقدراتها الفنية الاستثنائية، ليرسم من جديد ملامح مستقبل المملكة الفني ويعظم من مواردها الفنية المبدعة والخلاقة. ومن الملاحظ أن الإنجازات الترفيهية التي تمّت بنجاح خلال الآونة الأخيرة بالمملكة تتعدى دعم الأنشطة المسرحية والموسيقية والغنائية والدراما ومجال صناعة الإنتاج السينمائي والعروض الفنية، على تنوعها واختلافها، إلى مجال رسم وتنفيذ السياسات الاستراتيجية التي تقدّم المملكة للعالم كوجهة ثقافية وترفيهية عالمية.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق