عاجل

تحول نادر.. كيف علق بايدن وكلينتون على جهود ترمب بعد اتفاق غزة؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في لحظة نادرة من التوافق السياسي عبر الخطوط الحزبية، أعرب الرئيسان السابقان جو بايدن وبيل كلينتون عن إشادتهما الصريحة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيدين بجهوده في التوسط لصفقة سلام تاريخية في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

هذه الصفقة، التي أسفرت عن تحرير آخر 20 رهينة حيا محتجزين لدى حماس، تمثل نقطة تحول محتملة في الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد ملايين آخرين منذ أكتوبر 2023، وتُعد إنجازا كبيرا لإدارة ترمب في أول عام من عودته إلى البيت الأبيض.

صفقة وقف إطلاق النار في غزة

الصفقة، التي أُعلن عنها الأسبوع الماضي وتم توقيعها رسميا يوم الإثنين في قمة دولية بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة في شرم الشيخ بمصر، تشمل وقف إطلاق نار فوري، إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين، وإفراجا إسرائيليا عن مئات السجناء الفلسطينيين، إضافة إلى تدفق مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة المحاصرة.

وفقا لتقارير منظمة الأمم المتحدة، أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وتدمير بنى تحتية شبه كاملة في القطاع، مما جعل إعادة الإعمار تحديا هائلا يتطلب مليارات الدولارات وتعاونا دوليا واسعا.

خطة غزة للسلام

هذا الاتفاق، الذي يُعرف بـ«خطة غزة للسلام»، يأتي بعد شهور من المفاوضات الشاقة بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، ويُعد الثالث من نوعه منذ بدء الحرب، لكنه الأول الذي يعد بوقف دائم للعنف وانتقال سياسي.

إشادة بايدن بجهود ترمب

في منشور على منصة «إكس»، عبر بايدن عن «امتنانه العميق والارتياح» للوصول إلى هذا اليوم الذي حرر فيه حماس آخر الرهائن الأحياء، مشددا على أن «الطريق إلى هذه الصفقة لم يكن سهلا».

وأضاف أن إدارته السابقة «عملت بلا كلل لإعادة الرهائن إلى ديارهم، وتوفير الإغاثة للمدنيين الفلسطينيين، وإنهاء الحرب». ثم وجه الثناء المباشر إلى ترمب قائلا: «أشيد بالرئيس ترمب وفريقه لعملهم في دفع صفقة وقف إطلاق النار المتجددة إلى الخط النهائي».

وختم بايدن برسالة أمل: «الآن، بدعم الولايات المتحدة والعالم، يسير الشرق الأوسط على طريق السلام الذي أتمنى أن يدوم، ومستقبل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يتسم بالسلام والكرامة والأمان بالمقدار نفسه».

إشادة كلينتون بجهود ترمب

من جانبه، نشر كلينتون منشورا مشابها على «إكس»، مشيدا بـ«الرئيس ترمب وإدارته، والوسطاء من الجهات الإقليمية» لاستحقاقهم «الثناء الكبير على الحفاظ على انخراط الجميع حتى الوصول إلى الاتفاق»، ودعا كلينتون إلى تحويل هذه اللحظة الهشة إلى «سلام دائم يضمن الكرامة والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين».

هذه الإشادة تأتي من رئيسين ديمقراطيين سابقين كانا من أبرز المنتقدين لترمب خلال حملاته الانتخابية، مما يعكس ندرة هذا التوافق في السياسة الأمريكية المقسمة.

تصريحات هيلاري كلينتون

وفي مقابلة مع شبكة سي بي إس، أكدت هيلاري كلينتون، الزوجة السابقة للرئيس بيل، ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وإعادة بناء غزة، مشيرة إلى أن «الصراع يجب أن ينتهي، وعلينا المضي قدما».

رد ترمب على تصريحات بايدن وكلينتون

وردا على ذلك، أعرب ترمب عن سعادته بمنشور كلينتون أمام مراسلي الصحافة يوم الإثنين، قائلا «كانت لطيفة جدا، في الواقع»، وأضاف بابتسامة: «لقد كنت دائما على وفاق معه، كان صديقا لي سابقا، وحضر زفافي»، وذكر أن هيلاري كلينتون حضرَتْ أيضا، دون الإشارة إليها باسمها، في إشارة إلى منافستهما في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أما مكتب البيت الأبيض، فلم يرد على طلب تعليق من موقع «أكسيوس» بشأن منشور بايدن.

دلالات ثناء بايدن وكلينتون على ترمب

يُعد هذا الثناء جزءا من موجة إيجابية أوسع تجاه ترمب، إذ حصد إشادات من قادة عالميين آخرين، على سبيل المثال، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جهود ترمب بأنها «قيادة محورية» في خطاب ألقاه أمام الكنيست يوم الإثنين، قائلا: «سيدي الرئيس، أنت ملتزم بهذا السلام، وأنا ملتزم به، ومعا سنحققه».

كما أشادت هيلاري كلينتون وكوندوليزا رايس، في مقابلة مع سي بي إس، بالخطة الأمريكية ذات الـ20 نقطة التي تتضمن سحبا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من غزة، وتشكيل سلطة انتقالية تكنوقراطية لا تشمل حماس، وإعادة إعمار القطاع.

ومع ذلك، أعرب خبراء عن مخاوف بشأن التنفيذ، إذ يظل الجدول الزمني للسحب غامضا، ويتطلب الاتفاق نزع سلاح كامل لحماس ومكافحة التمرد.

يذكر أن الرئيس السابق باراك أوباما، في منشور بعد إعلان الصفقة الأسبوع الماضي، قال إننا يجب أن نشعر جميعا بالتشجيع والارتياح لأن نهاية الصراع في الأفق، دون ذكر ترمب صراحة.

وردا على ذلك، أعاد المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونغ نشر المنشور مع تعليق: «قل اسمه... الرئيس دونالد ترمب»، هذا التبادل يعكس التوترات السياسية الداخلية، إذ يحاول بعض الديمقراطيين الاحتفاء بالصفقة دون الاعتراف الكامل بترمب، كما أفاد تقرير في «نيويورك تايمز».

تحذيرات محللين

رغم الإشادات، يحذر محللون من التحديات القادمة، وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية السابق في عهد بايدن أنطوني بلينكن، في بيان، أن خطة ترمب مبنية على مبادئ إدارته، مثل «عدم السماح بمنصة للإرهاب، وعدم الضم، وعدم الاحتلال، وعدم الترحيل القسري للسكان»، لكنه شدد على الحاجة إلى قوة استقرار دولية ونزع سلاح حماس فوريا.

ومثلت إشادة بايدن وكلينتون بترمب لحظة استثنائية تتجاوز الخلافات السياسية، وتُبرز أولوية السلام في الشرق الأوسط، ومع توقيع الصفقة في القمة المصرية، ينتظر العالم الخطوات التالية نحو استقرار دائم، آملا أن تكون هذه البداية لعصر جديد من التعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق