«كيرني»: دبي تتصدر أوسطياً في مؤشر أفضل المدن العالمية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف تقرير «كيرني» للمدن العالمية 2025، عن نمو مكانة مدن الخليج العربي بوصفها مراكز عالمية صاعدة، مدفوعةً بالاستثمارات في البنية التحتية، والجاهزية الرقمية، ورأس المال البشري.


وعلى الرغم من احتفاظ المدن العريقة بالمراتب الأولى عالمياً، فإن المدن الرائدة في دول مجلس التعاون الخليجي حققت أفضل نسب النمو على أساس سنوي قياساً على المؤشر، ما يعكس دورها الجوهري في رسم ملامح الاقتصاد العالمي.

كفاءة تنمية المواهب


وقال رودولف لومير، شريك أول في مجلس سياسة الأعمال العالمية، ورئيس المعهد الوطني للتحولات، وعضو في شبكة كيرني للاستشراف: «إن اللافت للنظر في نتائج تقرير عام 2025 ليس أسماء المدن التي صعدت أو هبطت في التصنيف، وإنما الأسباب وراء التصنيفات بحدّ ذاتها، إذ لم تعد مكانة المدن قائمةً على الأفضلية التاريخية أو النطاق الواسع، بل اقترنت التنافسية بمدى كفاءة المدن في تنمية المواهب، وترسيخ الثقة في الأنظمة الرقمية، وتهيئة بيئات ملائمة للعيش ومواكبة للتطورات. وتُعد مسيرة مدن الخليج العربي خيرَ مثالٍ على دور هذه العوامل في تعزيز المكانة العالمية لهذه المدن خلال بضعة أعوام فقط».

المؤشر العالمي


يقيّم مؤشر المدن العالمية، 158 مدينة وفق خمسة أبعاد: النشاط التجاري، ورأس المال البشري، وتبادل المعلومات، والتجربة الثقافية، والمشاركة السياسية.


ويعتمد على 31 مؤشراً من أجل قياس قدرة المدينة على جذب الأفراد ورأس المال واستبقائهم على المستوى العالمي، فضلاً عن استقطاب الأفكار الإبداعية وتحفيزها.


وقد أظهرت نتائج التقرير لهذا العام احتفاظ المراكز العالمية العريقة بالمراتب الخمسة الأولى، وهي على الترتيب: نيويورك ولندن وباريس وطوكيو وسنغافورة، لكنها أشارت أيضاً إلى نموّ التنوع في الترابط العالمي، حيث شهدت مدنٌ مثل ألماتي وتايبيه وريو دي جانيرو تحسناً ملحوظاً.


وفي منطقة الخليج العربي، حافظت دبي على مكانتها الرائدة، حيث صعدت إلى المرتبة 23 عالمياً، لتعزز دورها بصفتها مركزاً للمال والأعمال والثقافة. وصعدت الرياض ثماني مراتب لتحل في المركز 56، ما يعكس الزخم المرتفع للنشاط الاقتصادي والترابط فيها، مدفوعاً ببرامج التحول الطموحة. وقفزت المنامة 10 مراتب لتصل إلى المركز 125، في إنجازٍ يعكس التقدم الذي تحرزه البحرين في تعزيز الترابط والتنافسية على المستوى الإقليمي.


وتسلط هذه النتائج الضوء على نجاح مدن الخليج العربي في تكريس الاستثمار كوسيلة لاستقطاب المواهب، إلى جانب توسيع الاستثمارات في قطاعي الخدمات اللوجستية والبنية التحتية، بما يسهم في زيادة التقارب بينها وبين المدن العريقة الرائدة على مستوى العالم.

تقرير النظرة المستقبلية للمدن العالمية 2025


في حين أن مؤشر المدن العالمية يركز على الأداء الحالي، ويوفر مقياس النظرة المستقبلية للمدن العالمية تقييماً استشرافياً ويقيّم الإمكانات المستقبلية للمدن وفق أربعة أبعاد: الرفاهية الشخصية، والاقتصاد، والابتكار، والحوكمة.

تحولات جوهرية في النظام العالمي


أظهر تقرير 2025 تحولات جوهرية في النظام العالمي، إذ صعدت ميونيخ إلى المركز الأول متجاوزةً سان فرانسيسكو، فيما قفزت كلٌ من سيول وسنغافورة إلى المراكز الخمسة الأولى، في دليلٍ واضح على المكانة المتنامية لمراكز الابتكار الآسيوية. من جانبٍ آخر، بدأت ملامح الضغوط تتكشف في المدن الغربية، حيث أثرت الحوكمة والرفاهية الاجتماعية سلباً في تصنيفها؛ فيما حققت المراكز الآسيوية الصاعدة، مثل تايبيه وجاكرتا، تقدمًا ملحوظاً يعكس تغيراً في توزيع الفرص على الساحة العالمية.


وكانت نتائج التقرير إيجابية تحديداً فيما يتعلق بمدن الخليج العربي، حيث حققت كلٌ من دبي والرياض والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدوحة والمنامة نمواً مستقراً، مدفوعةً بالاستثمارات المستمرة في البنية التحتية والابتكار وقابلية العيش. وتسلط هذه المدن مجتمعةً الضوء على التأثير المتنامي للمنطقة في رسم ملامح مدن المستقبل.

نظرة إلى المستقبل


خلُصت نتائج التقرير إلى أن مسألة التنافسية في المستقبل ستقوم على ثلاثة عوامل تمكين مستقلة: زيادة سعة الطاقة، ودمج قابلية العيش والمرونة البيئية في خطط النمو، وإعداد المواهب والكفاءات لتوظيف الذكاء الاصطناعي. وبفضل الإصلاحات الممنهجة والاستراتيجيات الاستشرافية، تسير مدن الخليج العربي بخطى واثقة نحو تعزيز المرونة لمواكبة التغيرات، وترسيخ دورها الفاعل في رسم ملامح المرحلة المقبلة من الريادة العالمية.


وقالت برينا باكستاف، مديرة كيرني فورسايت: «تواصل مدن الخليج العربي نجاحاتها في تحويل مخططات التحول طويلة الأمد إلى إنجازات ملموسة. ويأتي هذا النمو ثمرةً للاستثمارات المستمرة في الكفاءات والبنية التحتية والمرونة البيئية، وهي الأسس التي تعزز التنافسية العالمية لمدن الخليج العربي في عصر الذكاء».

0 تعليق