أرواح كئيبة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

•• من تزهو حياته تكسو سريرته موهبة قدرة التعامل مع الناس بطريقة مدهشة.. ومن لم تشخ روحه الحلوة؛ يضيء سراجاً يضوي حيرة الحيارى.. يفتش عن نور ينير به نفسه ومن حوله نحو الراحة والدفء والبقاء.. يحتسي الحياة المخضبة، فيرش على الناس عبير الاستئناس.. بأسلوبه وطريقته الجذَّابة؛ يشتت ظلام الأيام ويصدِّعه.. وبإبريق من عسل برائحته النفَّاذة؛ يحوِّل ثياب تعاستهم إلى بريق تفاحة.

•• ومن يحلم لا بد أن يشعر بغيوم هادئة وفضاء مقمر من القلق.. ومن يقلق يجد لذة تحتل شبابيك روحه تمنحه قوة تحدٍّ أمام قسوة النهايات.. ومن يتلذذ سيتنفس حكايات الفلاح والظفر.. أما المستكين الهارب بنفسه من تعب الحياة لن يستطيع مواجهة المرحلة الحساسة من منتصف عُمره.. فأولئك الذين فتحوا صدورهم أمام التثاؤب امتطوا فرساً أعرجَ للوصول إلى حياة سعيدة.

•• ومن لا يُعطي الحُب لن يأخذه.. ومن يُبغض الآخرين لا يجني إلا الكُره.. ومن يغضب من كل شيء يره في الناس لا يبل ريقه إلا عثراتهم.. ومن يُحرم نفسه من طهارة نفسه ونظافتها يقع في الشقاء والتعاسة.. ومن ينعدم لديه «المعنى» تتضخم في داخله المعارك الصغيرة.. ومن يحي بعقلية الصراع يأتِه القلق والهواجس.. هؤلاء الكئيبة أرواحهم ضاق عليهم الأُفُق الفكري.

•• ومن يتعب من عد أيام عُمره يمر عليه الزمن بلا مذاق، فلا تريحه الحياة ولا تجمعات الأصدقاء.. هذا الكائن المريخي الغريب عازم على تحطيم وقته وكأن العث قرضه.. في بيته يفرِّخ الكآبة على أهله متعمداً تغذية نارهم بمزيد من الحطب.. وفي جلسات الأصدقاء يتمايل رأسه فوق كتفه موزعاً على قلوبهم ابتساماته المجانية.. أولئك هم المحرومون من ضوء الشمس وضياء القمر.

ميزان الدنيا بين نور الإنسان وحطبه:

من يفتش عن النور ينير نفسه ومن حوله

ومن يحرم من طهارة النفس يقع في الشقاء

ومن يهرب من السعي لدنياه لن يواجه الحياة

ومن يفرخ الكآبة تغذيه الحياة بمزيد من الحطب

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق