الحرب على غزة أزالت الكثير من الغموض عن طبيعة العلاقة بين الكيان المحتل والولايات المتحدة الأمريكية. فقد أثبتت هذه الحرب أن الكيان المحتل مكبل بالمصالح الأمريكية في المنطقة، كما أثبتت أن الجمهوريين والديموقراطيين لا يلتقون على شأن مثلما يلتقون على خدمة هذا الكيان.
من هنا فإن العملية العدوانية التي استهدفت دولة قطر تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الدور الأمريكي في المنطقة، ناهيك عن البُعد اللوجستي والاستخباراتي والعسكري، الذي أضاف المزيد من التساؤلات في هذه العملية وفي غيرها من عمليات سبقتها. وهو ما يؤثر ربما على تدهور الثقة حول هذا الدور في المستقبل.
من المؤكد أن قادة الدول العربية والإسلامية المجتمعين في الدوحة سيبحثون الرد الممكن على المدى المنظور وفقاً لحسابات ومصالح الدول المشاركة، وهناك الكثير من الأوراق لدى المجموعة العربية والإسلامية التي يمكنها توظيفها أمنياً واقتصادياً ودبلوماسياً وسياسياً، لكن المأمول هو أن يتم العمل على رد إستراتيجي على المديين البعيد والمتوسط تتبناه المجموعة العربية والإسلامية يردع المستعمرين وحلفاءهم. بجانب توظيف كل إمكانات وقدرات وطاقات بشرية ومادية وتأثير للمجموعة العربية الإسلامية في الساحات الدولية.
من المأمول أن تتخذ المجموعة العربية الإسلامية القرارات المناسبة في الوقت المناسب؛ لأن القفز من القارب الذي يغرق لا يضمن النجاة إذا لم يكن ذلك في الوقت المناسب. مطلوب من المجموعة العربية قراءة المشهد العالمي والتغيّرات العالمية والتموضع مبكراً في الموقع الصحيح للمجموعة العربية الإسلامية.
العالم يتغيّر ويتحوّل مسرعاً من النظام أحادي القطب إلى نظام متعدد الأقطاب، ومن المهم للمجموعة العربية الإسلامية التقارب مع مجموعة شنغهاي ومجموعة بريكس حيث يولد النظام العالمي الجديد، وأن تتموضع المجموعة العربية الإسلامية في الاتجاه الذي يخدم مستقبل ومصلحة المجموعة وأعضائها؛ لأن النظام أحادي القطب الحالي يأفل، وقد لا يطول الوقت لإسدال الستار عليه، فعلامات أفول النظام أحادي القطب كثرت..
كسره وخروقاته المتكرر للقانون الدولي والقانون الإنساني وإطلاقه المتوحش لانتهاك سيادة الدول وانتهاك القانون الدولي والإنساني.
أخيراً، نأمل من المجموعة العربية الإسلامية أن تستثمر المبادرة السعودية لحل الدولتين في مؤتمر نيويورك الذي أثمر عن انخراط العديد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين، التي تتزامن مع تنامي تيارات عالمية جارفة، ورأي عام عالمي يتزايد كل يوم مؤيداً للحق الفلسطيني ومتحدياً سردية الصهيونية الاستعمارية، عندئذ يتضح المستقبل مع من وضد من، ومن يقف بالجانب الصحيح من التاريخ أو يقف في الجانب الخطأ.
أخبار ذات صلة
0 تعليق