أعلنت وكالة ناسا عن إنجاز جديد في إطار استعداداتها لمهمة Artemis II، حيث نجح المهندسون في دمج وحدة التوصيل الخاصة بالمركبة “أوريون” مع صاروخ الإطلاق العملاق SLS في مركز كينيدي الفضائي بولاية فلوريدا، لتقترب الوكالة خطوة إضافية نحو أول رحلة مأهولة إلى القمر ضمن برنامج أرتيميس.
وأوضح بيان ناسا أن وحدة التوصيل، التي تم تصنيعها بواسطة مهندسين في ولاية ألاباما، تُعد جزءًا حيويًا من هيكل الصاروخ، إذ تعمل على ربط المرحلة العليا المبردة مؤقتًا (ICPS) بالمركبة الفضائية أوريون، كما تحتوي على حاجز واقٍ يمنع تسرب الغازات الخطرة إلى المركبة خلال عملية الإطلاق.
وإلى جانب دورها في حماية الطاقم والمركبة، ستتولى هذه الوحدة لاحقًا إطلاق أربعة أقمار صناعية صغيرة من نوع CubeSat، تحمل تجارب علمية من كوريا الجنوبية وألمانيا والأرجنتين والسعودية، وذلك بعد وصول المركبة إلى مدارها الآمن حول الأرض.
ووفقًا لتقارير ناسا، فإن هذه الأقمار الصغيرة من فئة 12U، أي تتألف كل منها من 12 وحدة صغيرة مترابطة، وستُطلق في مرحلة لاحقة عندما تكون المركبة أوريون على مسافة آمنة من الصاروخ، وتأتي هذه الخطوة لتؤكد أهمية التعاون الدولي في برنامج أرتيميس، الذي يهدف إلى توحيد الجهود العلمية بين الدول المشاركة في استكشاف الفضاء العميق.
ومن المقرر خلال الأسابيع المقبلة أن يقوم مهندسو مركز كينيدي بدمج المركبة أوريون بالكامل مع الصاروخ SLS وإجراء اختبارات ميدانية على الأنظمة الميكانيكية والإلكترونية، في الوقت الذي يتواصل فيه العمل على تجهيز معدات مهمة “أرتيميس 3” لضمان الالتزام بالجدول الزمني المقرر.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة رئيسية نحو تنفيذ رحلة أرتيميس 2 المأهولة والمخطط لإطلاقها في أبريل 2026، والتي ستشهد أول رحلة بشرية إلى مدار القمر منذ برنامج “أبولو”، تمهيدًا لهبوط مستقبلي على سطح القمر ضمن مهمة أرتيميس 3، ثم التوجه لاحقًا إلى المريخ.
وأكدت ناسا أن اكتمال دمج وحدة التوصيل الخاصة بأوريون يمثل تطورًا محوريًا في تصميم المركبات الفضائية الحديثة ويجسد التزام الوكالة بالابتكار والتعاون الدولي، مشيرة إلى أن هذا التقدم يعزز رؤيتها طويلة الأمد نحو استكشاف القمر والمريخ وما بعدهما.
0 تعليق