أثارت جريمة قتل تلميذ الإسماعيلية، على يد زميله، مخاوف عديدة من مدى آثار ألعاب الفيديو على ارتفاع معدلات الجريمة، لاسيما بين المراهقين وطلاب المدارس، وكيف يمكن أن تسلط تلك الواقعة المريرة التي راح ضحيتها طالب على يد زميله الذى تخلص منه بوحشية وقطع جسده إلى قطع وألقى به في الطريق، وكأنه قاتل محترف متمرس على ممارسة هذه الجرائم الوحشية، لتأتي التحقيقات امام الجهات الأمنية لتكشف عن حقائق صادمة أن المتهم وهو في عمر لا يتجاوز الـ13 عاما، قد استوحى جريمته البشعة من لعبة فيديو يستخدمها بجنون، بجانب مقاطع شاهدها في إحدى الأفلام والتي قد قادته لتنفيذ الواقعة بهذه الاحترافية التي تجعلنا في تساؤلات حول مدى خطورة هذه الألعاب العنيفة على مستقبل أبنائنا وهل تخلق ألعاب الفيديو جيل جديد عنيف يرتكب جرائم لن يقدر عليها سوى سفاح متمرس.
جريمة الإسماعيلية ومخاطر ألعاب الفيديو
وكشفت دراسة عن العلاقة الوطيدة بين ألعاب الفيديو التي تحمل سمات المعارك والقتل وزيادة سلوكيات العنف لدى الأطفال والمراهقين، وطبقا لدراسة نشرت في مركز ميشيجان للوقاية من العنف ضد الشباب، فقد أفاد الباحثون بوجود أدلة تجريبية تربط ألعاب الفيديو العنيفة بسلوك أكثر عدوانية، لا سيما فيما يتعلق بالأطفال الذين يمرون بمراحل أكثر حساسية في تنشئتهم الاجتماعية، وقد وُجد أن هذه الآثار تكون عميقة بشكل خاص في حالة العنف الافتراضي الذي يبدأه الطفل.
آثار العاب الفيديو على السلوك العنيف للمراهقين
وقد ركزت الدراسة على آثار العنف التفاعلي (ألعاب الفيديو) مقابل العنف السلبي (التلفزيون والأفلام) في وسائل الإعلام على العدوان والعنف، حيث تم توزيع 161 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عامًا و354 طالبًا جامعيًا بشكل عشوائي للعب إما لعبة فيديو عنيفة أو غير عنيفة، وتبين وجود ارتباط بين التعرض المعتاد لوسائل الإعلام العنيفة مع وجود مستويات أعلى من السلوك العنيف في الآونة الأخيرة.
وأشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين لعبوا ألعاب فيديو أكثر عنفًا في وقت مبكر من العام الدراسي تغيروا لينظروا إلى العالم بطريقة أكثر عدوانية، كما تغيروا ليصبحوا أكثر عدوانية لفظيًا وجسديًا في وقت لاحق من العام الدراسي.
كما تبين وجود علاقة إيجابية بين التعرض لعنف وسائل الإعلام والسلوك العدواني اللاحق، والأفكار العدوانية، والإثارة، والغضب، كما ربطت الدراسة بين ألعاب الفيديو العنيفة في حوادث إطلاق النار في المدارس، وزيادة التنمر، والعنف ضد النساء، وغيرها من أعمال العنف.
وأرجع الباحثون هذا السبب إلى أن هذه الألعاب تُضعف حساسية اللاعبين تجاه العنف، وتكافئهم على مُحاكاة العنف، وتُعلّم الأطفال والمراهقين أن العنف وسيلة مقبولة لحل النزاعات.
وفي سياق متصل، وحول انتشار تلك الجرائم ذات الصلة بألعاب الفيديو، فقد تشير بعض الوقائع التي حدثت من قبل، عن وجود تلك الصلة ففي حادثة نادرة، ارتبطت جريمة قتل بطفلة بلعبة "فورتنايت"، مما أثار جدلاً حول تأثير الألعاب العنيفة، وفي فرنسا أثارت جريمة قتل فتاة في باريس جدلاً حول تأثير الألعاب العنيفة على السلوك العدواني.
0 تعليق