تستعد بعض من هيئات تنظيم الطيران فى عدة بلدان، لإصدار إرشادات جديدة تتعلق بحمل أجهزة شحن الطاقة (الباور بانك) أثناء السفر الجوى، وذلك عقب سلسلة من الحوادث التى شهدت تصاعد دخان واندلاع حرائق داخل مقصورات الطائرات بسبب أعطال فى بطاريات الليثيوم أيون.
وتُجرى حاليًا مراجعة شاملة للممارسات الدولية والتقارير الفنية ذات الصلة، قبل اعتماد مجموعة من القواعد الجديدة التى تهدف إلى تعزيز معايير السلامة على متن الطائرات.
وتأتى هذه الخطوة بعد وقوع عدة حوادث متفرقة، ففى إحدى الرحلات التابعة لشركة إنديجو بمطار دلهى، اشتعلت النيران فى جهاز أحد الركاب أثناء سير الطائرة على المدرج، وفى حادث آخر على متن رحلة متجهة إلى ديمابور، أبلغ الطاقم عن انبعاث دخان من بنك طاقة، ما استدعى التعامل الفورى مع الموقف، كما أدت بنوك الطاقة إلى تحويل مسار طائرة تابعة لشركة طيران الصين بسبب عطل فى البطارية، الأمر الذى أثار الجدل حول ضرورة إعادة تقييم إجراءات السلامة الحالية بشكل عاجل.
واتخذت العديد من شركات الطيران إجراءات صارمة للحد من مخاطر البطاريات المحمولة، فمنذ الأول من أكتوبر، منعت طيران الإمارات ركابها من شحن أو استخدام بنوك الطاقة خلال الرحلات الجوية، مع السماح فقط بحمل وحدة واحدة لا تتجاوز سعتها 100 واط/ساعة، على أن تبقى مطفأة طوال مدة الرحلة.
كما فرضت الخطوط الجوية السنغافورية قيودًا مشابهة، حيث يُلزم الركاب بوضع أجهزة الشحن المحمولة فى جيوب المقاعد أو تحت الأمتعة اليدوية، بدلًا من تخزينها فى الخزائن العلوية.
وقد تتضمن الإرشادات الجديدة تحديدًا واضحًا لعدد الأجهزة المسموح بها لكل راكب، مع إلزام شركات الطيران بعرض تصنيفات السعة على الأجهزة بشكل واضح، إلى جانب تعليمات دقيقة بشأن أماكن وضعها أثناء الرحلة، مع دراسة منع استخدام أو شحن هذه الأجهزة على متن الطائرة بشكل كامل.
ويُتوقع أن توازن القواعد الجديدة بين متطلبات السلامة والاعتبارات التشغيلية، خصوصًا فى ظل الاعتماد الواسع للركاب على الأجهزة الإلكترونية الشخصية خلال السفر.
وتمثل تلك الإجراءات خطوة جديدة نحو تعزيز سلامة الركاب ومنع تكرار حوادث الحرائق المرتبطة بالبطاريات القابلة لإعادة الشحن.

0 تعليق