تظهر البيانات الحية للعقود الآجلة (التي يرجح أنها عقود ديسمبر 2025) تراجعا ملحوظا في تداولات الجمعة، وسط ضغوط بيعية محدودة أثرت على الأداء العام للسوق.
ووفقا للبيانات اللحظية المحدثة، بلغ سعر الأصل المقوم بالدولار الأمريكي 4,123.84 دولارا، مسجلا انخفاضا بمقدار 21.76 دولارا، أي ما نسبته 0.52% مقارنة بإغلاق الجلسة السابقة.
وتشير مؤشرات التداول اللحظية إلى أن حركة الأسعار تراوحت خلال الجلسة الصباحية بين 4,121.71 دولارا كحد أدنى و4,158.85 دولارا كحد أعلى، ما يعكس تذبذبا محدودا في نطاق التداول اليومي حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ويظهر تحليل النطاق الزمني الممتد على مدار 52 أسبوعا أن السعر الحالي يتحرك بعيدا عن قمته السنوية المسجلة عند 4,398.00 دولارا، بينما يبقى أعلى من أدنى مستوى سنوي تم تسجيله عند 2,541.50 دولارا، وهو ما يعكس اتجاها صاعدا طويل الأجل رغم التراجعات اللحظية الأخيرة.
ويرى محللون ماليون أن هذا الانخفاض الطفيف في العقود الآجلة قد يكون مرتبطا بعمليات جني أرباح بعد موجة ارتفاعات متتالية شهدتها الأسواق خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثيره المحتمل على مستويات الطلب.
كما لفت مراقبون إلى أن حركة الدولار الأمريكي خلال الساعات الأخيرة لعبت دورا في الضغط على الأسعار، إذ أظهرت العملة الأمريكية ارتفاعا طفيفا أمام سلة من العملات الرئيسية، ما جعل الأصول المقومة بالدولار أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب.
ويتوقع أن تبقى التداولات خلال الساعات المقبلة ضمن نطاق محدود، في ظل ترقب المستثمرين بيانات اقتصادية أمريكية جديدة قد توفر إشارات أوضح حول توجهات السياسة النقدية في الفترة القادمة، الأمر الذي سيؤثر بدوره على تسعير العقود الآجلة لشهر ديسمبر.
وبحسب خبراء الأسواق، فإن استمرار الأسعار قرب مستويات الدعم الحالية حول 4,120 دولارا قد يشكل نقطة حاسمة في تحديد اتجاه السوق قصير الأجل، إذ إن كسر هذا المستوى قد يفتح الباب أمام مزيد من التراجع الفني نحو مستويات أدنى، بينما من شأن عودة الزخم الشرائي أن تدفع الأسعار مجددا نحو منطقة 4,160 - 4,180 دولارا.
حتى اللحظة، تبقى المؤشرات الفنية مستقرة نسبيا، مع بقاء أحجام التداول ضمن المعدلات الاعتيادية، ما يوحي بأن التحركات الحالية ما تزال في إطار التصحيح الطبيعي داخل مسار صاعد أوسع.
وفي ضوء ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات الجلسة الأوروبية والأمريكية المقبلة، والتي يتوقع أن تحدد ملامح الاتجاه العام لعقود ديسمبر 2025 خلال الأيام القليلة القادمة.

0 تعليق