تسليم صامت.. إعلام عبري: الإفراج عن المحتجزين في غزة دون مراسم - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إعلام عبري يتحدث حول فرض الاحتلال الإسرائيلي أن تتم عملية تسليم المحتجزين بطريقة "صامتة ومنضبطة"

يشهد العالم اليوم، الخميس، التاسع من أكتوبر 2025، لحظة تاريخية تتمثل في التوقيع المرتقب على "اتفاق شرم الشيخ"، الذي يهدف إلى إنهاء حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ عامين.

ويأتي هذا الاتفاق، الذي يُعد المرحلة الأولى من خطة أشمل طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ليتوج أياماً من المفاوضات المكثفة التي رعتها الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.

ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ بنود الاتفاق يوم الاثنين المقبل، ليشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وعملية تبادل واسعة للمحتجزين والأسرى، وانسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال.


من الاستنزاف العسكري إلى الضغط الدولي

يأتي هذا الاتفاق بعد عامين من حرب مدمرة لم يتمكن فيها كيان الاحتلال من تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء الكامل على حركة حماس أو تحرير المحتجزين بالقوة. وقد تحولت الحرب إلى حالة من الاستنزاف العسكري والسياسي، تزامنت مع ضغوط دولية هائلة تمثلت في عدة عوامل رئيسية:

الكارثة الإنسانية: أدى الحصار والتدمير الممنهج إلى إعلان رسمي عن المجاعة في غزة، وانهيار كامل للمنظومة الصحية، ونزوح أكثر من مليوني شخص، مما خلق ضغطاً أخلاقياً وإنسانياً لا يمكن تجاهله. الضغط القانوني: وضعت دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية كيان الاحتلال في قفص الاتهام بـ"الإبادة الجماعية"، كما أن سعي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين في حكومة الاحتلال زاد من عزلته الدولية. الضغط الداخلي: شكلت احتجاجات عائلات المحتجزين المستمرة ضغطاً سياسياً هائلاً على حكومة نتنياهو، التي وجدت نفسها بين مطرقة الشارع المطالب بإعادة المحتجزين، وسندان اليمين المتطرف الرافض لأي اتفاق. عامل ترمب: مع عودته إلى الرئاسة، غير دونالد ترامب من استراتيجية واشنطن، منتقلاً من الدعم غير المحدود إلى نهج "صانع الصفقات" الباحث عن "إنجاز" دبلوماسي كبير في الشرق الأوسط.

تفاصيل المرحلة الأولى: من وقف النار إلى عودة النازحين

وفقاً للتسريبات، تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق البنود الرئيسية التالية:

وقف إطلاق النار: وقف شامل ومتبادل لإطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة. تبادل الأسرى: إفراج حركة حماس عن جميع المحتجزين لدى كيان الاحتلال الأحياء (حوالي 20 محتجزاً)، مقابل إفراج كيان الاحتلال عن نحو 2000 أسير فلسطيني. الانسحاب: بدء انسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من أجزاء من قطاع غزة خلال 24 ساعة من التوقيع. المساعدات الإنسانية: زيادة كبيرة وفورية في حجم المساعدات إلى كافة مناطق القطاع. عودة النازحين: السماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى مناطقهم في الشمال.

آلية التسليم "الصامت": شرط لتجنب "صورة النصر"

من أبرز تفاصيل الاتفاق، الشرط الذي فرضه كيان الاحتلال بأن تتم عملية تسليم المحتجزين بطريقة "صامتة" ومنضبطة، بعيداً عن وسائل الإعلام. ويهدف هذا الشرط إلى تجريد الحدث من أي بعد إعلامي يمكن أن تستخدمه حركة حماس لإظهار "صورة نصر"، وتصوير العملية على أنها إنسانية بحتة.

ردود فعل متباينة: ترحيب دولي وانقسام في تل أبيب

حظي الاتفاق بردود فعل واسعة ومتباينة على كافة الأصعدة:

دولياً: رحب الأمين العام للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والعديد من الدول بالاتفاق. لدى كيان الاحتلال: المشهد الداخلي منقسم. فبينما رحبت عائلات المحتجزين بالاتفاق، عارضته أطراف في اليمين المتطرف مثل الوزير بتسلئيل سموتريتش. فلسطينياً: رحبت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى بالاتفاق، وأعربت عن تقديرها لجهود الوسطاء، داعية الدول الضامنة إلى ضمان التزام كيان الاحتلال ببنوده. إقليمياً: أشاد الرؤساء والقادة في الدول الضامنة (مصر، قطر، تركيا) بالتوصل للاتفاق.

0 تعليق