غزة تتنفس الصعداء: أول ليلة هادئة منذ عامين.. وعودة حذرة للحياة فوق الركام - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
في أول ليلة.. عائلات تعود لتتفقد منازلها المدمرة أو ما تبقى منها

 عاش سكان قطاع غزة، ليل الجمعة-السبت، أول ليلة هادئة لهم منذ بدء حرب الإبادة قبل عامين، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه الثاني.

وفيما خيم على أجواء القطاع المدمر هدوء نسبي غير مألوف، امتزجت مشاعر الارتياح بالحذر، وبدأت مئات آلاف العائلات النازحة رحلة العودة الصعبة إلى ديارها التي تحولت إلى أنقاض.

عودة حذرة إلى ديار مدمرة

أفاد مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" بأن شارع الرشيد الساحلي وشارع صلاح الدين، الشريانين الرئيسيين في القطاع، شهدا تدفقاً مستمراً لمئات الآلاف من النازحين الذين بدأوا رحلة العودة إلى مدينة غزة ومناطقهم في المحافظات الشرقية التي انسحبت منها قوات الاحتلال.

كانت المشاهد خليطاً من الصدمة والإصرار؛ عائلات تعود لتتفقد منازلها المدمرة أو ما تبقى منها، وآخرون ينصبون خياماً مؤقتة بجوار الركام، في محاولة لاستعادة جزء من حياتهم السابقة والتشبث بأرضهم.

وفي الشوارع، بدأ رجال برفع الأنقاض بأيديهم، ونساء ينظفن أمام البيوت المنهارة، وأطفال يبحثون عن ألعابهم وذكرياتهم تحت الركام.


إرادة الحياة تتحدى الدمار

لكن طريق العودة لم يكن سهلاً، فالدمار الهائل الذي خلفه العدوان يعوق حركة الناس ويغلق الشوارع ويحول دون عودة الخدمات الأساسية.

ورغم ذلك، برزت إرادة الحياة بوضوح، حيث تبذل الجهات الحكومية والبلديات، إلى جانب مئات اللجان التطوعية والشبابية، جهوداً ملموسة لفتح الطرق وتسهيل وصول المواطنين وتقديم العون الإنساني.

يقول أحد المتطوعين في حي الزيتون إن الناس يحاولون "إعادة الحياة بأي شكل، ولو بأيديهم العارية"، فيما لا تزال المخاوف تساور آخرين من خروقات إسرائيلية قد تنهي هذا الهدوء المؤقت.

حصيلة الموت لا تتوقف

في خضم هذا المشهد الممزوج بالأمل والألم، لم تتوقف حصيلة الشهداء عن الارتفاع مع استمرار عمليات انتشال الجثامين من تحت الأنقاض.

وأفادت مصادر طبية، بعد منتصف الليلة الماضية، بوصول جثامين 155 شهيداً إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، من بينهم 135 شهيداً تم انتشالهم من تحت أنقاض المنازل المدمرة.

كما استشهد 19 فلسطينياً بنيران الاحتلال يوم أمس الجمعة، في الساعات الأخيرة التي سبقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بالإضافة إلى مواطن آخر استشهد اليوم متأثراً بإصابته السابقة.

ورغم المشهد الثقيل، يحاول الناس في غزة اليوم التشبث بما تبقى من الأمل، ففي الشوارع والأزقة التي تحولت إلى أنقاض، تتجسد إرادة البقاء بوضوح، في صورة مدينة مدمرة مصممة على أن تبدأ من جديد.

0 تعليق