أعلنت السفارة القطرية في القاهرة، فجر الأحد، عن وفاة ثلاثة من منتسبي الديوان الأميري وإصابة اثنين آخرين في حادث مروري مأساوي وقع بمدينة شرم الشيخ المصرية مساء أمس السبت، أثناء توجههم ضمن وفد تحضيري لترتيب مشاركة قطر في "قمة شرم الشيخ للسلام".
وقالت السفارة القطرية، في بيان رسمي، إن الحادث المؤسف أودى بحياة الموظفين الثلاثة الذين كانوا في مهمة عمل رسمية، بينما أصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة نُقلا على إثرها إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لتلقي العلاج اللازم.
وأكد البيان أن السفارة تتابع مجريات الحادث عن قرب بالتنسيق الكامل مع السلطات المصرية المختصة، مشيرة إلى أن فريقاً من السفارة زار المصابين فور وقوع الحادث، واطمأن على حالتهما الصحية، كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل عملية نقل جثامين المتوفين والمصابين إلى الدوحة على متن طائرة خاصة قطرية، من المقرر أن تغادر مصر خلال الساعات المقبلة.
وأوضح مصدر مصري أمني أن الحادث وقع على طريق النفق بمدينة الطور في محافظة جنوب سيناء، عندما انفجر أحد إطارات السيارة التي كانت تقل الضحايا، ما أدى إلى انقلابها عدة مرات قبل أن تستقر على جانب الطريق. وأشار المصدر إلى أن السرعة الزائدة كانت أحد الأسباب المرجحة للحادث، الذي تسبب في وفاة ثلاثة وإصابة اثنين آخرين من الفريق القطري على الفور.
وبيّن المصدر ذاته أن الضحايا ليسوا دبلوماسيين رسميين، بل موظفون فنيون وإداريون من الديوان الأميري، كانت مهمتهم تتعلق بالتجهيزات اللوجستية والتقنية للوفد القطري الذي سيشارك في القمة المرتقبة، بما في ذلك التنسيق المسبق لمواقع الإقامة، وترتيبات الأمن، والاتصالات الخاصة بالمؤتمر.
وأكد المصدر أن السلطات المصرية هرعت فور وقوع الحادث إلى الموقع، حيث وصلت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وتم نقل المصابين إلى المستشفى، فيما باشرت الجهات الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث للتأكد من كافة التفاصيل الفنية المتعلقة بالمركبة وظروف الطريق لحظة وقوعه.
من جانبها، أعربت السفارة القطرية في بيانها عن بالغ حزنها وأسفها لهذا الحادث الأليم، متقدمة بأحر التعازي إلى أسر الضحايا وذويهم في الدوحة، وأكدت حرصها على متابعة جميع الإجراءات المتعلقة بإعادة الجثامين إلى قطر وتوفير الدعم اللازم لعائلاتهم.
ويأتي هذا الحادث المؤسف عشية انعقاد "قمة شرم الشيخ للسلام" يوم الاثنين، والتي ستعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وبمشاركة أكثر من 20 زعيمًا ورئيس حكومة من مختلف دول العالم. وتهدف القمة إلى بحث سبل إنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، إضافة إلى وضع خطة لإعادة إعمار القطاع وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتكتسب مشاركة قطر في القمة أهمية خاصة نظراً لدورها البارز في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، ودعمها المستمر للجهود الإنسانية والإغاثية في غزة. وكان الوفد القطري الذي تعرض للحادث يشارك في التحضيرات النهائية لتنسيق حضور رسمي رفيع المستوى للقمة.
وبينما خيّم الحزن على أوساط الدبلوماسيين والموظفين القطريين في القاهرة، أكدت السفارة أن العلاقات الأخوية بين مصر وقطر تشهد تعاوناً وثيقاً في مختلف المجالات، وأن السلطات المصرية قدمت كل التسهيلات الممكنة في التعامل مع الحادث المأساوي.
0 تعليق