أعلنت الرئاسة المصرية أن مدينة شرم الشيخ ستستضيف، بعد ظهر يوم الاثنين، قمة دولية تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، بمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة من مختلف القارات، في حدث يوصف بأنه الأوسع من نوعه منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عامين.
وتهدف القمة إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، ودفع الأطراف الإقليمية والدولية نحو اتفاق سلام شامل يضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين، ويمهد لمرحلة إعادة إعمار شاملة للقطاع، إضافة إلى بحث ترتيبات "اليوم التالي" لوقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والاحتلال.
رئاسة مصرية – أمريكية مشتركة
وأكد بيان الرئاسة المصرية أن القمة تأتي في إطار شراكة مصرية – أمريكية تهدف إلى "فتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار الإقليمي"، وتنسجم مع الرؤية التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط عبر اتفاقات اقتصادية وسياسية شاملة.
وأشار البيان إلى أن القمة ستناقش ملفات إعادة الإعمار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإعادة الأسرى والمحتجزين، إلى جانب وضع آلية رقابة دولية تشرف على تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
خلفيات المفاوضات
تأتي هذه القمة بعد مفاوضات شاقة استمرت عدة أشهر بين القاهرة وواشنطن والدوحة، وبمشاركة الأمم المتحدة، من أجل التوصل إلى صيغة متوازنة لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم.
وكانت الدوحة قد استضافت عدة جولات تفاوضية غير معلنة بين الفصائل الفلسطينية ومسؤولين أمريكيين ومصريين، انتهت إلى تفاهمات مبدئية مهّدت لانعقاد القمة في شرم الشيخ.
وأوضحت مصادر دبلوماسية عربية أن المباحثات شهدت خلافات حادة حول آليات التنفيذ، خصوصاً في ما يتعلق بإعادة الإعمار وتبادل الأسرى، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بمبادرة مصرية وبدعم مباشر من الولايات المتحدة وقطر.
قائمة المشاركين ودعوة إيران
نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر مطلعة أن قائمة المشاركين تشمل دولاً عربية وغربية من بينها السعودية، الإمارات، البحرين، قطر، الكويت، الأردن، إسبانيا، اليابان، كندا، واليونان.
ووفقًا للموقع، فقد تمت دعوة إيران للمشاركة في القمة للمرة الأولى، في خطوة تعكس رغبة واشنطن والقاهرة في إشراك جميع القوى الإقليمية المؤثرة في جهود إنهاء الحرب.
وفي المقابل، أكدت مصادر دبلوماسية أن كيان الاحتلال لن يشارك في القمة، لكنه أُبلغ بتفاصيل جدول أعمالها من خلال القنوات الأمريكية والمصرية.
حادث مأساوي قبل القمة
وعشية القمة، شهدت مدينة شرم الشيخ حادثاً مرورياً مأساوياً راح ضحيته ثلاثة من موظفي الديوان الأميري القطري كانوا ضمن طاقم التحضير اللوجستي لمشاركة الوفد القطري في القمة، فيما أصيب اثنان آخران بجروح.
وأعلنت السفارة القطرية في القاهرة أنها تتابع الحادث مع السلطات المصرية، مؤكدة أنه سيتم نقل جثامين المتوفين والمصابين إلى الدوحة على متن طائرة خاصة.
أهمية القمة
تُعد "قمة شرم الشيخ للسلام" أبرز محطة سياسية منذ بدء الحرب على غزة، إذ يُنتظر أن تصدر عنها خريطة طريق سياسية تدعم جهود إعادة الإعمار، وتؤسس لمسار تفاوضي جديد بين الفلسطينيين والاحتلال برعاية دولية.
كما تعكس المشاركة الواسعة في القمة اهتماماً متزايداً من المجتمع الدولي بإعادة الاستقرار إلى المنطقة، بعد سنوات من الصراع، في وقت تُجمع فيه العواصم المشاركة على أن وقف الحرب في غزة ضرورة إنسانية وسياسية عاجلة.
0 تعليق