"اليوم اجتمعَ صالح مع أنس!".. بهذه الكلمات المفعمة بالحزن، نعى الكاتب الفلسطيني المعروف أدهم الشرقاوي صديقه الصحفي الشهيد صالح الجعفراوي، كاشفاً عن آخر محادثة مؤثرة دارت بينهما قبل ساعات قليلة من اغتياله، والتي حملت في طياتها ما يشبه الرؤيا الصادقة والنبوءة الحزينة.
وقد أثارت المحادثة، التي نشرها الشرقاوي على منصات التواصل الاجتماعي، موجة واسعة من التأثر، حيث جسدت عمق الرابط الإنساني بين الصحفيين الفلسطينيين الذين يواجهون الموت كل يوم، واليقين الذي يعيشون به بأنهم قد يكونون الهدف التالي.
رؤيا "رغيف أنس الشريف"
بدأت المحادثة عندما أرسل الشرقاوي رسالة إلى الجعفراوي يروي له فيها رؤيا رآها في منامه.
كتب الشرقاوي: "سبحان الله حلمت فيك، حلمت أنك حامل رغيف خبز وبتقول لي هذا رغيف أنس الشريف"، في إشارة مؤثرة إلى الصحفي الشهيد أنس الشريف، الذي استشهد هو الآخر أثناء تغطيته للعدوان على غزة.
جاء رد صالح الجعفراوي قصيراً ومثقلاً بالألم والحنين لزميله الراحل: "يااا الله راح أنس".
شعر الشرقاوي بالقلق من هذه الرؤيا، فما كان منه إلا أن دعا لصديقه بالحماية، كاتباً: "الله يحميك ويحفظك ولا يرينا فيك مكروه.
انتبه ع حالك يا صالح، القلب ما عاد يتحمل". ثم ودعه بكلمات أخيرة: "أستودعتك الله الذي لا تضيع عنده الودائع".
0 تعليق