نائبة جمهورية من نظرية المؤامرة إلى الاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"إنهم ليسوا حماس، إنهم نساء وأطفال فعلا. ولا يمكن تجاهل كمِّ صور ومقاطع فيديو أطفال تمزقت أجسادهم، ويُعثر عليهم أمواتا بين الأنقاض. هذا ليس تمثيلا، وليس دعاية حربية زائفة، إنه حقيقي تماما".

قد يبدو قائل هذه العبارة، سياسيا أو ناشطا فلسطينيا أو محللا سياسيا عربيا، أو حقوقيا من نوع فرنشيسكا ألبانيز، أو أحد أبطال أسطول الصمود.

لكن قائلة العبارة ليست سوى، عضو الكونغرس الأميركي مارغوري تايلور غرين والمعروفة أيضا اختصارا باسم، MTG، وهي سياسية أميركية من أقصى اليمين وسيدة منظرة للمؤامرة، وعنصرية بيضاء غاضبة ومندفعة.

منظرة ومروجة للمؤامرة

روجت لوجهات نظر "معادية للسامية" بما فيها نظرية مؤامرة الإبادة الجماعية البيضاء، وتورط الحكومة في عمليات إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة، وتورط عائلة كلينتون في جريمة، وتشير إلى أن هجمات 11 سبتمبر/أيلول كانت خدعة.

مارغوري تايلور غرين، المولودة في ميلدجفيل، في مقاطعة بالدوين بولاية جورجيا بالولايات المتحدة الأميركية، في عام 1974، تخرجت من مدرسة "ساوث فورسيث" الثانوية في جورجيا في عام 1992، وحصلت على الشهادة الجامعية بدرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال عام 1996 من جامعة جورجيا.

عملت في شركة مقاولات عامة تملكها العائلة، وكانت غرين نائب رئيس الشركة، وأدرجت مديرة مالية لـ"شركة تايلور كوميرشال" من عام 2007 إلى عام 2011، حيث تنحت عن منصبها وبدأت في عملها مدربة بدوام جزئي في صالة ألعاب رياضية افتتحتها مع شريك ثم باعت حصتها في عام 2016.

انخرطت في السياسة خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري في عام 2016، وفي عام 2017 بدأت الكتابة لمواقع إخبارية مروجة لنظرية المؤامرة.

كانت غرين مسؤولة بارزة في "مشروع عائلة أميركا"، وهي جماعة محافظة تأسست في عام 2018، ونشر أعضاء في تلك المجموعة، تهديدات بقتل الديمقراطيين وعائلة أوباما، ودعما لنظريات مؤامرة متعددة، بما فيها مزاعم عن اختراق الشيوعيين الحكومة الأميركية.

عداء صريح وكراهية لـ"الفرقة"

وفي عام 2019، زارت غرين مبنى الكابيتول الأميركي ومكاتب الكونغرس.

إعلان

 وفي مقطع فيديو مباشر نشرته على منصة فيسبوك، شوهدت خارج مكتب النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وهي تنادي عبر فتحة البريد على كورتيز لفتح الباب و"مواجهة المواطنين الأميركيين الذين تخدمهم".

وعند زيارة مكتبي النائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب، ادعت غرين أنهما ليستا ممثلتين "رسميتين" لأنهما أدتا اليمين الدستورية في الكونغرس على القرآن الكريم.

وفي مقاطع الفيديو، قالت غرين إنها تريد أن تقسم النائبتان اليمين على الكتاب المقدس، واتهمتهما بدعم الشريعة الإسلامية.

ونشرت صورتها تحمل بندقية من طراز AR-15 وهي إلى جانب مجموعة من صور كورتيز وعمر وطليب، وكتبت إن الوقت قد حان "ليشن المسيحيون المحافظون الأقوياء هجوما على هؤلاء الاشتراكيين الذين يريدون تمزيق بلادنا"، وكان التعليق أسفل الصور "أسوأ كابوس للفرقة". والفرقة ( Squad) هو اسم يطلق على النائبات في الكونغرس الأميركي: ألكساندريا أوكاسيو- كورتيز وإلهان عمر وأيانا بريسلي ورشيدة طليب.

دخول الكونغرس مؤيدة لترامب

خاضت غرين حملتها الانتخابية الأولى للكونغرس كمؤيدة قوية للرئيس دونالد ترامب، لكنها لم تحظ بتأييده، وترشحت تحت شعار "أنقذوا أميركا، أوقفوا الاشتراكية!"

فازت غرين بالمركز الأول في الانتخابات التمهيدية التي جرت في عام 2020. ولأن أيًا من المرشحين لم يحصل على أغلبية الأصوات، فازت في جولة الإعادة، وفي اليوم التالي من فوزها غرد ترامب معبرا عن دعمه لها، واصفا إياها بـ"نجمة جمهورية مستقبلية". كما أعيد انتخابها في عام 2024.

كانت غرين مدافعة صريحة عن ترامب، ودعمت محاولات ترامب إلغاء الانتخابات الرئاسية لعام 2020 وروجت لمزاعم ترامب بشأن سرقة الانتخابات. وكانت جزءا من مجموعة من المشرعين الجمهوريين الذين طعنوا في أصوات جو بايدن خلال فرز أصوات المجمع الانتخابي لعام 2021.

وقرر مجلس النواب الأميركي لاحقا، استبعاد غرين من جميع أدوار اللجنة ردا على تأييدها العنف السياسي. وفي عام 2023، طردت غرين من كتلة الحرية المحافظة في مجلس النواب بعد إهانة زميلتها عضو الكونغرس لورين بويبرت. كما حاولت إقالة مايك جونسون من منصبه كرئيس لمجلس النواب في عام 2024.

قومية تعارض المساعدات والسياسة الخارجية

غرين تعرف نفسها بأنها قومية مسيحية، وأثناء خطابها في مؤتمر للمحافظين عارضت غرين بشدة المساعدات الخارجية: "أردت التمسك بقيمي الأميركية اليومية، وهي: نحن نحب بلدنا، ونؤمن بأن أموال ضرائبنا التي كسبناها بشق الأنفس يجب أن تخصص لأميركا فقط، لا للصين أو روسيا أو الشرق الأوسط أو غوام – أيًا كان، أينما كان".

وصوتت على إلغاء قرار تفويض استخدام القوة العسكرية ضد العراق.

وفي عام 2021، صرحت غرين في برنامج "بانون" أنه إذا كانت لديها السلطة، فإنها ستطرد كل صيني في الولايات المتحدة مخلص للحزب الشيوعي الصيني وتفرض تعريفات جمركية صارمة على الصين.

كما صوتت ضد قانون الحلفاء الحزبي الرامي إلى زيادة عدد تأشيرات الهجرة الخاصة لحلفاء الجيش الأميركي الأفغان أثناء غزوه أفغانستان.

وأيضا صوتت لصالح قرار سحب القوات الأميركية من سوريا في غضون 180 يوما.

داعمة لروسيا وبوتين

وطوال الحرب الروسية الأوكرانية، روجت غرين للدعاية الروسية، بما فيها مزاعم بأن أوكرانيا "دولة نازية"، وأشادت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وانتقدت الحكومة الأوكرانية "الفاسدة"، بحسب قولها، وجادلت في تزويد أوكرانيا بالأسلحة، ودعت إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا. مما دفع عضو الكونغرس الجمهوري كين باك إلى تسميتها "مارغوري موسكو".

إعلان

كانت غرين منتقدة لحلف شمال الأطلسي، وصوتت ضد انضمام السويد وفنلندا للحلف.

معارضة ضربَ إيران

وأعربت عن شكوكها في أن إيران كانت تطور أسلحة نووية، وصرحت بأن "الأميركيين لا يريدون قصف إيران" من أجل "حكومة إسرائيل العلمانية".

وبعد الضربات الأميركية للمواقع النووية الإيرانية، أشارت إلى أن "هذه ليست معركتنا"، وبررت موقفها، "ما كانت ستسقط قنابل على شعب إسرائيل لو لم يسقط نتنياهو القنابل على شعب إيران أولا".

أول جمهورية تتحدث عن "الإبادة الجماعية"

كما دعمت الجهود المبذولة لخفض التمويل العسكري لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، قائلة: "قصفت إسرائيل الكنيسة الكاثوليكية في غزة، وأن سكانا بأكملهم يُبادون بينما يواصلون حربهم العدوانية في غزة ".

وكان موقفها الصريح في يوليو/تموز الماضي، حين أصبحت أول جمهورية تصف الوضع في غزة بأنه " إبادة جماعية " وذلك في تغريدة على منصة "إكس".

وقالت "الولايات المتحدة تمول إسرائيل بـ3.8 مليارات دولار سنويا مساعدات عسكرية من أموال دافعي الضرائب، أما أنا فلا أريد أن أدفع ثمن الإبادة الجماعية في غزة ولن أبقى صامتة حيال ذلك".

واقترحت تعديلا على مخصصات الدفاع من شأنه أن ينهي تمويل الولايات المتحدة للقبة الحديدية الإسرائيلية.

وبدت حاسمة "يمكنني القول بما لا لبس فيه، أن ما حدث للأبرياء في إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول كان مروعا. تماما كما يمكنني القول بما لا لبس فيه أن ما يحدث للأبرياء والأطفال في غزة مروع. يجب أن تنتهي هذه الحرب والأزمة الإنسانية".

نفوذ إسرائيلي على الكونغرس

وفي أغسطس/آب الماضي قالت غرين، إن "لإسرائيل نفوذا وسيطرة هائلين على جميع أعضاء الكونغرس تقريبا". مشيرة إلى "وجود لوبي مؤيد لإسرائيل يعمل على إجبار هؤلاء الأعضاء على زيارة تل أبيب".

وأكدت أنه "لا توجد أي دولة في العالم لديها نفوذ في الولايات المتحدة الأميركية مثل إسرائيل".

مثيرة للجدل في أسلوب قتالي

غرين شخصية مثيرة للجدل بسبب أسلوبها القتالي وأرائها المثيرة للجدل، مما جعلها، صوتا بارزا في حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" (MAGA)، وهي تحالف من الشعبويين اليمينيين تشكل خلال رئاسة ترامب. بحسب محرري موسوعة بريتانيكا.

لكنها بدت متشككة من شعار "MAGA" في ظل توجيه أموال الشعب الأميركي لتمويل "حروب إسرائيل" ولم تتوان عن القول بطريقتها الغاضبة "معظم قادتنا مهووسين بالحفاظ على اقتصادنا العسكري (القاتل)، وتمويل الحروب الأجنبية، وتغيير الأنظمة في الدول الأخرى".

وتزعم بأنها دائما تصوت ضد ذلك، لكنها ترى أن التغيير لن يحدث حتى "يطالب الشعب الأميركي بذلك".

0 تعليق