صالح الجعفراوي.. ناشط وثق حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

ناشط ومصور وصحفي فلسطيني غزي، ولد عام 1998 وقتل برصاص مسلحين في أكتوبر/تشرين الأول 2025. اشتهر بتوثيقه حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة بعدسته، حتى صار من أبرز الأصوات الميدانية التي جسّدت معاناة المدنيين ونقلتها إلى العالم.

استخدم حسابه على إنستغرام لنشر ما تلتقطه كاميرته من قتل ودمار في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي، على إثرها مارس الاحتلال حملات تشويه ضده، فحينا اتهمه بالعمالة، وأخرى بالفبركة.

المولد والنشأة

ولد صالح عامر الجعفراوي في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1998 بقطاع غزة.

الجعفراوي حافظ لكتاب الله تعالى، وعرف بترتيله العذب -كأبيه- على منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاده الذي كان يرفع معنويات الغزيين أثناء حرب الإبادة، وكانت من أبرز أناشيده أغنيته الشعبية "قوية يا غزة".

" frameborder="0">

الدراسة والتكوين العلمي

درس الصحافة والإعلام في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة، وتخرج فيها عام 2019.

اشتهر بلعبه تنس الطاولة في طفولته، وبرز فيها وانضم في فترة دراسته الجامعية إلى فريق الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على المركز الأول على مستوى الجامعة الإسلامية لتنس الطاولة عام 2022.

وفي الرابع من 4 فبراير/شباط 2023، شارك في بطولة العالم التي أقيمت في دولة قطر ممثلا عن دولة فلسطين.

التجربة الصحفية

عمل الجعفراوي مصورا مستقلا لعدد من المؤسسات الإعلامية المحلية في غزة، وعرفه الناس أول مرة في مسيرات العودة عام 2018، حين برز إعلاميا شابا ميدانيا يمتلك حسا صحفيا عاليا وقدرة على الوصول إلى قلب الحدث كما وصفه زملاؤه.

وغطى الجعفراوي أحداث مسيرات العودة من الخطوط الأمامية، وأُصيب أكثر من مرة، لكنه واصل المسير.

وبرز أكثر منذ الأيام الأولى للعدوان على غزة واحدا من الأصوات الميدانية، ومن أبرز الوجوه الإعلامية التي اختارت البقاء في قلب الخطر لتوثيق جرائم الاحتلال بحق المدنيين على مدى عامين بعدسته عبر حسابه في إنستغرام.

صالح الجعفراوي و أنس الشريف المصدر: حسابه عبر منصة إكس
صالح الجعفراوي (يمين) مع مراسل الجزيرة الشهيد أنس الشريف (حساب الجعفراوي عبر منصة إكس)

عرفه المتابعون بشجاعته في تغطية القصف والدمار وتنقله بين المستشفيات والملاجئ والمناطق المنكوبة. وحصدت مقاطعه مشاهدات عالية، حتى تخطى عدد متابعيه 10 ملايين شخص على إنستغرام، مما تسبب بإغلاق حسابه الشخصي مرات كثيرة، ومنعه من إنشاء حسابات جديدة.

إعلان

وبسبب تغطيته حرب الإبادة والتجويع وضعته إسرائيل في "النشرة الحمراء" تمهيدا لاستهدافه مثلما استهدفت صحفيين آخرين، وبينهم مراسلو الجزيرة وعلى رأسهم أنس الشريف.

وواجه الجعفراوي حملة إعلامية إسرائيلية واسعة هدفت إلى تقويض مصداقية ما ينقله من جرائم وانتهاكات في غزة، وسخّرت موارد إعلامية ودبلوماسية كبيرة لمواجهة روايته التي وصفتها في تقاريرها بأنها "ادعاءات كاذبة".

وشنّ حساب "إسرائيل" الرسمي، الذي يعرّف نفسه بأنه تابع للحكومة الإسرائيلية، حملة سخرية واسعة ضد الجعفراوي، ونشر عنه قائلا "الشيطان يعمل بجد، لكن صناعة السينما في غزة تعمل بجد أكبر. تعرفوا على صالح الجعفري: مذيع حماس، الأب المريض، المغني والصحفي".

ونشر الجعفراوي -عبر حسابه على إنستغرام- صورة من النشرة الحمراء الإسرائيلية، وعلق عليها بالقول: "تفاجأت بانتشار هذا الخبر على الكثير من المجموعات والقنوات العربية والعبرية، مصحوبا بالكثير من التهديدات الأخرى. على ما يبدو أن الاحتلال موجوع جدا من فضحنا حقيقة وجهه الدموي".

" frameborder="0">

وأضاف "أنا صالح الجعفراوي صحفي حر، ومن المفترض أن يحظى الصحفيون بحماية دولية، أُحمل مسؤولية سلامتي الشخصية للمجتمع الدولي. لن أتوقف عن نشر الجرائم بحق أبناء شعبي الفلسطيني".

وسرعان ما تفاعل متابعوه مع المنشور، وتصدّر وسم #صالح_الجعفراوي منصات التواصل، مطالبين بتوفير الحماية له ولزملائه الصحفيين.

واتهمت قناة "فيلت" الألمانية -المعروفة بدعمها لإسرائيل- الجعفراوي بالتمثيل وأطلقت عليه وصف "باليوود"، وهو مصطلح تستخدمه المنصات الإسرائيلية لتشويه الصحفيين الفلسطينيين عبر الادعاء بأنهم يفبركون المشاهد.

وتبنت عدد من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية الأميركية رواية القناة الألمانية، وأعادت نشر الاتهامات نفسها ضد الجعفراوي، متهمة إياه بـ"الفبركة" والتلاعب بالوقائع.

ورغم كل حملات التشويه والتهديدات التي تعرض لها، رفض الجعفراوي مغادرة غزة رغم تلقيه الكثير من العروض.

" frameborder="0">

المجال الإنساني

إلى جانب عمله الصحفي، برز الجعفراوي وجها إنسانيا نشطا في العمل الخيري، وشارك في عشرات المبادرات لمساعدة النازحين والمكلومين.

وكان من أهم من أسهموا في توزيع المساعدات أثناء الحرب، كما شارك في حملة ضخمة لإعادة بناء مستشفى للأطفال في غزة، تمكنت من جمع 10 ملايين دولار في وقت قياسي.

وعقبها نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي منشورا جاء فيه "مسرحية هزلية من إنتاج المدعو صالح الجعفراوي بعنوان (شوفوني وأنا متبهدل ومتغبر. لو سمحتم 10 آلاف دولار تبرعات)، هؤلاء أمثاله من رحم حماس والإخوان المفلسين يتاجرون بمآسي ومعاناة الناس فقط لا غير".

وكان له دور بارز في عيد الأضحى 2025، حين أسهم في تقديم عدد كبير من الأضاحي على مستوى القطاع رغم ظروف الحرب والحصار.

الاستشهاد

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وبعد إعلان وقف الحرب في غزة بأيام، أفادت مصادر فلسطينية بمقتل الجعفراوي برصاص مسلحين جنوبي مدينة غزة، وقالت إن قاتليه خطفوه وأعدموه بـ7 رصاصات.

وقالت المصادر إن الجعفراوي تعرّض لإطلاق نار من عناصر في "مليشيا مسلحة" أثناء تغطيته آثار الدمار بحي الصبرة.

إعلان

0 تعليق