في مشهدٍ جسّد التراجيديا الفلسطينية بأقسى صورها، أُفرج اليوم، الاثنين، عن الأسير الفلسطيني ناجي الجعفراوي من سجون الاحتلال، ضمن الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، إلا أن فرحة الحرية التي طال انتظارها، خيّم عليها حزن الفقد العميق، حيث تأتي بعد يوم واحد فقط من استشهاد شقيقه، الصحفي البارز صالح الجعفراوي، الذي اغتيل برصاص مسلحين أمس الأحد في مدينة غزة.
تفاصيل يوم تختلط فيه الدموع بالزغاريد
بدأت عملية تبادل الأسرى منذ ساعات الصباح الأولى، حيث أطلقت سلطات الاحتلال سراح الدفعة الأولى من الأسرى عند نقاط التماس في الضفة الغربية ومعبر رفح في قطاع غزة، بالتزامن مع تسليم حركة حماس للدفعة الأولى من المحتجزين لديها. وكان ناجي الجعفراوي من بين المفرج عنهم إلى غزة.
وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية التي سادت الشوارع الفلسطينية لاستقبال الأسرى المحررين، إلا أن قصة عائلة الجعفراوي كانت الأكثر تعبيراً عن المشهد العام. فقد تحولت خيمة التهنئة باستقبال "ناجي" إلى مجلس عزاء وتبريكات في آن واحد، تختلط فيه زغاريد الحرية بدموع الحزن على "صالح".
يُذكر أن الصحفي الشهيد صالح الجعفراوي اغتيل خلال تغطيته لآثار الدمار في حي الصبرة بمدينة غزة، إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل عناصر ميليشيا مسلحة، في حادثة سلطت الضوء على حالة الفوضى الأمنية التي خلفتها الحرب.
تكشف قصة عائلة الجعفراوي عن الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني. فبينما يُحتفى بالحرية، هناك جرح مفتوح خلفه استشهاد صحفي كان صوتاً للحقيقة، مما يطرح تساؤلات جدية حول تحديات المرحلة المقبلة، وعلى رأسها إعادة فرض الأمن وسيادة القانون في قطاع أنهكته الحرب.
بداية طريق محفوف بالتحديات
إن الإفراج عن ناجي الجعفراوي ومئات الأسرى الآخرين ليس نهاية المطاف، بل هو بداية مسار سياسي وإنساني شائك. ففيما يمثل هذا اليوم بارقة أمل لآلاف العائلات الفلسطينية، فإنه يضع على الطاولة تحديات ما بعد الحرب، من إعادة الإعمار إلى ضبط الأمن ومعالجة الجراح العميقة التي خلّفها العدوان. وتبقى قصة "صالح" و "ناجي" أيقونةً خالدة تروي للعالم حكاية شعب تتشابك في حياته اليومية أقدار الحرية والتضحية.
0 تعليق