Published On 13/10/202513/10/2025
|آخر تحديث: 18:03 (توقيت مكة)آخر تحديث: 18:03 (توقيت مكة)
امتزجت مشاعر الفرح الغامر بالألم العميق في مشاهد استقبال الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين وصلوا إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث استقبلتهم حشود جماهيرية ضخمة عكست حجم الاحتفاء الشعبي بصفقة تبادل الأسرى.
ووصلت اليوم الاثنين حافلات تقل أسرى فلسطينيين مفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس وسط احتفاء واستقبال شعبي واسعين.
اقرأ أيضا
list of 4 items end of listواحتشد آلاف المواطنين في الشوارع، وشكلوا ما يشبه نهرا بشريا لاستقبال الحافلات التي أقلت الأسرى، وقد وصف وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، هذه اللقطات بأنها "لقطة اليوم"، معتبرا أنها تجسد صمودا شعبيا هائلا يخرج من رحم المعاناة بعد عامين من حرب الإبادة.
منذ اللحظة الأولى لوصولهم، عانق الأسرى المحررون ذويهم في مشاهد مؤثرة اختلطت فيها دموع الفرح بالحزن على سنوات الأسر، ورغم الهزال البادي على أجسادهم، بدت على وجوههم إرادة صلبة وعزيمة على "انتزاع الحياة والأمل من جديد"، كما علّق الدحدوح.
ووسط هذه الأجواء الاحتفالية، برزت مشاهد صادمة كشفت عن الحالة الصحية الصعبة التي يعانيها الكثير من الأسرى، حيث وصل عدد منهم على كراسي متحركة، واحتاج آخرون إلى مساعدة رفاقهم للسير، في صورة تعكس قسوة الظروف التي مروا بها.
مشاهد مؤلمة
ولم يقتصر المشهد المأساوي على الهزال العام، بل تجسد بصورة أكثر إيلاما في ظهور أسرى مبتوري الأطراف، وصلوا إما محمولين على الأكتاف أو على كراسيَ متحركة، مما شكل ملمحا واضحا لما يُعتقد أنه إهمال طبي متعمد أو إصابات مباشرة تعرضوا لها في المعتقلات.
ولم يتمكن العديد من الأهالي من تمييز ملامح أبنائهم الذين تغيرت أشكالهم بشكل كبير نتيجة التعذيب وسوء التغذية، حتى إن الدحدوح نفسه ذكر أنه لم يستطع التعرف على ابن شقيقه من بين الأسرى، لافتا إلى أن الملامح قد تغيرت بالكامل.
إعلان
في واحدة من المشاهد المؤثرة التي نقلتها كاميرا الجزيرة، احتضن أحد الأسرى طفله الصغير ورفعه عاليا، ثم انحنى ليقبل الأرض شكرا على الحرية والنجاة، في مشهد اختصر سنوات من الشوق والألم، ولحظات ربما ظن فيها أن رؤية أهله باتت حلما بعيد المنال.
وشكلت هذه الصور تناقضا صارخا مع مشاهد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين بدوا بصحة جيدة، مما يبرز حجم الانتهاكات التي تعرض لها الأسرى الفلسطينيون، والتي تجلت في أجسادهم النحيلة ووجوههم الشاحبة التي تحمل آثار سنوات من القهر.
فرحة الحرية لم تمنع المحرَّرين من التعبير عن مشاعر مختلطة، حيث خرجوا من نوافذ الحافلات يلوحون بعلامات النصر، ويتفاعلون مع الحشود التي جاءت لتحتضنهم، مدركين أنهم يعودون إلى غزة المنكوبة التي قد لا يجدون فيها بيوتهم أو بعض أفراد عائلاتهم.
لحظات سريالية
وهذه اللحظات، التي وصفها الدحدوح بأنها "سريالية"، جمعت بين "معذَّب يحتضن معذَّبا"، حيث يشارك أهالي غزة، رغم جراحهم، الأسرى فرحتهم بالحرية، ويحاولون بلهفتهم تعويضهم عن جزء من العذاب الذي تكبدوه خلف القضبان.
وعلى الرغم من محاولات الاحتلال قمع أي مظاهر للفرح، ومنع أهالي الأسرى من الاحتفال، فإن إرادة الحياة كانت أقوى، حيث صنع الفلسطينيون من لحظة الألم فجرا جديدا للأمل، مؤكدين تمسكهم بحقهم في الحياة والحرية مهما بلغت التضحيات.
وأفاد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن 154 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم ونقلهم إلى مصر، وذلك تنفيذا لقرار إبعادهم.
من جهتها، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها أتمت عملية الإفراج عن 1986 أسيرا فلسطينيا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وقد أفرجت اليوم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن 13 أسيرا إسرائيليا وسلمتهم للصليب الأحمر الدولي في إطار الدفعة الثانية من عملية تسليم الأسرى، وذلك بعد أن سلمت في وقت سابق اليوم دفعة أولى من 7 أسرى.
ويأتي ذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ضمن خطة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تقوم على عدد من البنود منها، وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
0 تعليق