أعلنت وكالة "رويترز" عن وصول المجموعة الأولى من جثامين المعتقلين الفلسطينيين الذين قضوا في سجون الاحتلال، إلى قطاع غزة. جاء ذلك بعد أن تسلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر رفات 45 فلسطينيًا من سلطات الاحتلال، تمهيدًا لفحصها وتسليمها لذويهم.
وتُعد قضية "مقابر الأرقام"، التي يحتجز فيها الاحتلال جثامين مئات الفلسطينيين الذين استشهدوا في ظروف مختلفة، إحدى أكثر القضايا إيلامًا وتعقيدًا في الصراع الفلسطيني. وترفض سلطات الاحتلال لعقود تسليم هذه الجثامين، مستخدمة إياها كورقة ضغط ومساومة، في انتهاك للقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حق العائلات في دفن موتاهم بطريقة لائقة.
تفاصيل عملية التسليم
بموجب الإجراءات التي تم الإعلان عنها، قامت سلطات الاحتلال بتسليم جثامين 45 فلسطينيًا إلى طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عند أحد المعابر. وبدأت الطواقم الطبية المختصة، بالتعاون مع الجهات الفلسطينية، بعمليات الفحص والتحقق من هويات الجثامين، قبل إتمام مراسم الدفن وفقًا للترتيبات المتبعة. ومن المتوقع أن تصل دفعات أخرى تباعًا.
تحمل هذه الخطوة أبعادًا متعددة؛ فعلى المستوى الإنساني، تمثل انفراجة جزئية لعشرات العائلات الفلسطينية التي انتظرت لسنوات طويلة معرفة مصير أبنائها وتكريمهم بدفنة لائقة، مما ينهي حالة من الألم والغموض.
أما على المستوى السياسي، قد تشير هذه الخطوة، رغم محدوديتها، إلى وجود تفاهمات غير معلنة أو استجابة لضغوط دولية وحقوقية متزايدة على سلطات الاحتلال. ويرى مراقبون أن هذا الإجراء قد يهدف إلى تخفيف حدة التوتر في السجون، أو قد يكون جزءًا من ترتيبات أوسع تتعلق بملف الأسرى بشكل عام.
0 تعليق