عاجل

بلومبيرغ: الصين ترد على أميركا بالطريقة الترامبية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

تتبنى الصين نهجًا هجوميًا غير مسبوق يعكس ما وصفته وكالة بلومبيرغ بأنه "لعبٌ على طريقة ترامب"، بعدما ردّت بكين على العقوبات والرسوم الأميركية الأخيرة بسلسلة من الإجراءات الانتقامية شملت فرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، وتهديد شركات شحن كبرى بمزيد من العقوبات، في مؤشر على اشتداد المواجهة التجارية.

تصعيد متبادل وقلق في الأسواق

وتزامنت الإجراءات الصينية مع بدء تطبيق رسوم أميركية جديدة على مجموعة من الواردات الصينية، من الأخشاب إلى الخزائن المنزلية. وأفادت بلومبيرغ بأن بكين "أصابت الأسواق بالذهول" حين أعلنت فرض قيود صارمة على صادرات المعادن النادرة بحيث تشمل حتى الشحنات التي تُرسلها شركات أجنبية إذا احتوت على مكونات صينية.

هذه الخطوة، وفقًا للتقرير، تماثل الإجراءات الأميركية التي فرضتها واشنطن منذ سنوات على صادرات الرقائق المتقدمة، والتي كانت الصين تصفها سابقًا بأنها "تجسيد للهيمنة الأميركية".

SHENZHEN, CHINA - APRIL 12: Tourists are seen onboard a sightseeing boat flying the Chinese national flag, with a Maersk container ship and stacked shipping containers in the background at the Yantian International Container Terminal, on April 12, 2025 in Shenzhen, China. China has imposed a new round of retaliatory tariffs on U.S. imports, raising duties to 125% in response to the latest escalation by the United States, which increased tariffs on Chinese goods to 145%. The growing trade tensions have further impacted China's export sector, affecting key industries such as logistics, manufacturing, and cross-border e-commerce. The measures are part of Beijing's broader strategy to counter rising economic pressure and defend its trade interests. (Photo by Cheng Xin/Getty Images)
قيود الصين تشمل حتى صادرات الشركات الأجنبية المحتوية على مواد صينية (غيتي)

غير أن بكين الآن -كما تقول بلومبيرغ- تتبنى الأسلوب ذاته ضمن ما يبدو أنه "مفاوضة على الطريقة الترامبية".

وقال تينغ لو، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك نومورا: "يبدو أن بكين تستعير بعض تكتيكات ترامب التفاوضية المعروفة، مثل العروض الافتتاحية القصوى، واستغلال نقاط الضعف، وتهديدات الانسحاب الجدية".

مواجهة مفتوحة

من جانبه، وصف وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت القيود الصينية بأنها "استهداف مباشر لسلاسل الإمداد الصناعية في العالم الحر"، مضيفًا في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس": "لقد وجّهت الصين مدفعا نحو قاعدة الصناعة العالمية، ولن نسمح لها بأن تُملينا كيف ندير نظامنا التجاري".

ورغم اللهجة الحادة، نقلت بلومبيرغ عن بيسنت قوله إن الاجتماعات التحضيرية بين الجانبين ستستمر هذا الأسبوع في واشنطن، مشيرًا إلى نيّته لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني قبل اجتماع الرئيسين ترامب وشي في كوريا الجنوبية نهاية الشهر.

 ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.

الأسواق تتقلب بين الذعر والأمل

وتراجعت الأسهم العالمية الجمعة الماضية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، لكنها استعادت بعض خسائرها الاثنين، إثر مؤشرات على "تحضير مسار تهدئة" وفق تعبير بلومبيرغ، واحتمال استمرار اللقاءات بين الرئيسين.

إعلان

غير أن إعلان الصين الثلاثاء عن عقوبات تستهدف وحدات أميركية تابعة لشركة شحن كورية جنوبية أعاد المخاوف ودفع الأسواق للهبوط مجددًا.

الصين تتسلح بالتناظر

وترى بلومبيرغ أن التصعيد الأخير يكشف "كيف باتت الصين تستخدم أدوات ترامب نفسها"، ليس فقط عبر الرسوم المقابلة، بل في بناء أوراق ضغط تفاوضية قبيل اللقاءات الثنائية، حيث تراهن بكين على تنويع صادراتها وتعزيز اعتماد العالم عليها في المعادن الحيوية.

FILE PHOTO: FILE PHOTO: U.S. President Donald Trump attends a bilateral meeting with China's President Xi Jinping during the G20 leaders summit in Osaka, Japan, June 29, 2019. REUTERS/Kevin Lamarque/File Photo/File Photo
الخلاف التجاري بين أميركا والصين يتجاوز الرسوم إلى معركة النفوذ التكنولوجي (رويترز)

وتُظهر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، التي أوردها التقرير، أن الصين مسؤولة عن نحو 70% من الإنتاج العالمي للمعادن النادرة في عام 2024، وهو ما يمنحها ورقة ضغط رئيسية في أي مفاوضات تجارية.

سيناريوهات متباينة ومخاطر مفتوحة

وفي مذكرة حديثة، كتب محللو بنك "غولدمان ساكس" أن التطورات الأخيرة "توسّع نطاق الاحتمالات أمام الاقتصاد العالمي"، مع بقاء الاحتمال الأساسي أن "الجانبين سيتراجعان عن أكثر الخطوات تطرفًا".

وأشاروا إلى أن "النهج الصيني الصارم قد يُفضي في النهاية إلى نتيجة إيجابية للأسواق، إذا شمل تخفيضًا جزئيًا للرسوم الأميركية وتخفيفًا لبعض قيود التصدير مقابل تنازلات محدودة من بكين".

لكن التقرير حذر أيضًا من أن غموض مسار المفاوضات "يزيد هشاشة النظام التجاري الدولي"، في وقت تعيد فيه الشركات الكبرى رسم خرائط الإمداد لمواجهة ما وصفته بلومبيرغ بـ"التجزئة الاقتصادية الجديدة".

ويرى محللون أن ما يجري لم يعد "حرب رسوم" بالمعنى الكلاسيكي، بل تحوّل إلى سباق نفوذ على التكنولوجيا وسلاسل القيمة بين قوتين تستخدمان الأدوات ذاتها: الضغط الاقتصادي، والعقوبات الانتقائية، والمناورة في الأسواق الحساسة.

0 تعليق