أفادت وكالة سانا بأن الرئيس السوري أحمد الشرع وصل إلى روسيا في زيارة رسمية، وهي أول زيارة له منذ سقوط نظام بشار الأسد، بهدف إجراء مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأفادت مصادر حكومية سورية لوكالة فرانس برس بأن الرئيس الشرع سيطلب خلال زيارته موسكو تسليم بشار الأسد.
وبين الكرملين أن بوتين والشرع سيناقشان موضوع القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس الشرع مع بوتين سبل تطوير التعاون السياسي والاقتصادي بين سوريا وروسيا، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الطرفين.
وتأتي الزيارة في إطار تعزيز العلاقات السورية الروسية بعد سلسلة من الاتصالات والمباحثات الثنائية، حيث سبق أن تلقى الرئيس الشرع اتصالاً هاتفياً من بوتين في شباط الماضي أكّد خلاله دعم روسيا لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، فضلاً عن استعداد موسكو لإعادة النظر في الاتفاقيات السابقة ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
كما من المتوقع أن يلتقي الرئيس الشرع خلال الزيارة الجالية السورية في روسيا لتعزيز التواصل مع أبناء الجالية ومتابعة أوضاعهم، في إطار تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين.
الشرع
أحمد حسين الشرع، المولود في 29 أكتوبر 1982، هو الرئيس السوري الحالي الذي تولى منصبه في 29 يناير 2025 بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. قبل رئاسته، كان الشرع قائدًا في تنظيم "هيئة تحرير الشام" منذ عام 2017، وشارك في قيادة العمليات العسكرية التي أسهمت في سقوط النظام السابق.
بعد انهيار نظام الأسد، تولى الشرع القيادة الفعلية للبلاد، وأعلن عن تشكيل حكومة انتقالية في ديسمبر 2024، تمهيدًا لإعادة بناء الدولة السورية.
في مارس 2025، تم إقرار الدستور المؤقت لسوريا، الذي يحدد إطارًا دستوريًا للمرحلة الانتقالية الممتدة لخمس سنوات.
كما تم تشكيل مجلس الأمن القومي السوري لأول مرة في تاريخ البلاد، بهدف تنسيق السياسات الأمنية والدفاعية.
على الصعيد الدبلوماسي، شارك الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، ليكون أول رئيس سوري يشارك في هذه الاجتماعات منذ عام 1967.
كما أجرى محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسفرت عن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا. ومؤخراً، طلب الشرع من روسيا تسليم بشار الأسد لمحاكمته في سوريا، خلال زيارته إلى موسكو في أكتوبر 2025.
رغم التحديات الأمنية والسياسية، يواصل الشرع العمل على تعزيز الاستقرار الوطني، مع التركيز على المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار، في ظل التوترات الطائفية والعرقية التي تشهدها بعض المناطق السورية.
0 تعليق