تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية والأفريقية فجر الإثنين نحو ملعب "تشيلي الوطني"، حيث يخوض منتخب المغرب للشباب (تحت سن 20) أهم مباراة في تاريخه، عندما يواجه العملاق اللاتيني الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب.
ويسعى "أسود الأطلس" إلى تحقيق إنجاز تاريخي جديد والحصول على لقب البطولة للمرة الأولى، متطلعين لإضافة تتويج عالمي إلى سلسلة النجاحات اللافتة التي تحققها الكرة المغربية.
المباراة المرتقبة تنطلق في تمام الساعة الثانية فجراً بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة، وتعد بمثابة قمة بين طموح عربي غير مسبوق وخبرة أرجنتينية قياسية في هذه البطولة.
رحلة تاريخية نحو أول نهائي مغربي:
جاء تأهل المنتخب المغربي إلى نهائي مونديال الشباب بعد مسيرة ملحمية ومثيرة، كان أبرز فصولها تخطي عقبة المنتخب الفرنسي في الدور نصف النهائي.
حُسمت المواجهة لصالح "أسود الأطلس" بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1.
أما الخصم، منتخب الأرجنتين، فقد حجز مقعده في النهائي بعد فوزه الصعب على كولومبيا بهدف دون مقابل.
وبهذا التأهل، صعد المغرب إلى نهائي كأس العالم للشباب للمرة الأولى على الإطلاق في تاريخه، ليصبح بذلك ثاني فريق عربي يصل إلى المباراة النهائية لهذه الفئة، بعد إنجاز منتخب قطر في عام 1981. كما بات المغرب ثالث منتخب أفريقي يتأهل لنهائي مونديال الشباب، ليضع اسمه إلى جانب منتخبي نيجيريا وغانا اللذين سبقاه إلى هذه المرحلة.
آمال العرب على عاتق "أسود الأطلس":
يحمل منتخب المغرب للشباب على عاتقه آمال الجماهير العربية لتحقيق لقب عالمي يعيد للأذهان الإنجاز التاريخي والأبرز عربياً على صعيد جميع الفئات السنية، وهو تتويج منتخب السعودية للناشئين بلقب كأس العالم تحت 17 عاماً في عام 1989.
فمنذ ذلك الإنجاز السعودي الذي حدث قبل 36 عاماً، لم يتمكن أي منتخب عربي من اعتلاء منصات التتويج في أي بطولة لكأس العالم بمختلف فئاتها.
ويسعى المغرب اليوم لكسر هذه القاعدة وتحقيق ما فشلت فيه الأجيال العربية المتعاقبة.
الأرجنتين.. حامل الرقم القياسي يتربص باللقب:
على النقيض من الطموح المغربي، يواجه "أسود الأطلس" منتخباً يمتلك خبرة تاريخية لا تُضاهى في مونديال الشباب. لقد وصل منتخب الأرجنتين إلى نهائي البطولة للمرة الثامنة في تاريخه، ويحمل الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب بستة ألقاب سابقة.
هذه السمعة والتاريخ تجعل من الأرجنتين المرشح الأقوى على الورق، لكن الكرة المغربية أثبتت في السنوات الأخيرة قدرتها على دحض التوقعات وتحدي العمالقة.
استكمال سلسلة النجاحات المغربية:
يطمح منتخب المغرب للشباب في أن يكون هذا اللقب استكمالاً لسلسلة النجاحات الممتدة للكرة المغربية على مدار السنوات الخمس الأخيرة.
هذه السلسلة شملت الإنجاز التاريخي المتمثل في احتلال المركز الرابع في كأس العالم للكبار بقطر عام 2022، وهو أفضل إنجاز عربي وأفريقي على الإطلاق في المونديال، تبع ذلك حصول المنتخب الأولمبي على برونزية أولمبياد باريس 2024، ليُثبت المغرب ريادته الكروية في المنطقة.
الحصول على بطولة كأس العالم للشباب سيضع الكرة المغربية في مكانة عالمية جديدة ويؤكد على نجاح خطط التكوين وتطوير الفئات السنية.
ويُدرك مدرب المنتخب المغربي للشباب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وضرورة التركيز على العامل النفسي والتكتيكي.
ستكون المباراة حرباً تكتيكية تتطلب انضباطاً عالياً واستغلالاً مثالياً للفرص، خاصة في مواجهة منتخب أرجنتيني سيعتمد على مهارة لاعبيه العالية في خط الوسط والهجوم، هذه المواجهة النهائية هي فرصة لجيل جديد من اللاعبين المغاربة ليُسجل أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم العالمية.
0 تعليق