أعلن المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني، محمد اشتية، الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية جاهزة بالكامل لتشغيل معبر رفح الحدودي فوراً، وذلك بعد أن وافقت حكومة الاحتلال على إعادة فتح المعبر صباح اليوم، في خطوة تتزامن مع تسلم حركة حماس جثامين أربعة من المحتجزين.
وأشار اشتية في تصريحاته التي نقلتها وكالة "رويترز" إلى أن السلطة تلقت إشارات إيجابية من مانحين دوليين لدعم إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكداً أن استعدادها يشمل كافة الجوانب التشغيلية واللوجستية لضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ومستدام.
اشتية: تشغيل المعبر مسؤولية وطنية
أكد اشتية أن السلطة الفلسطينية أبلغت جميع الأطراف المعنية استعدادها الكامل لإعادة تشغيل معبر رفح فور التوصل إلى الترتيبات النهائية، مشدداً على أن السلطة تعمل على ضمان أن يكون المعبر نافذة حقيقية لإدخال المساعدات وإعادة الإعمار، بعيداً عن أي تعطيلات أو قيود سياسية.
وأضاف أن هناك اتصالات دبلوماسية مكثفة مع المجتمع الدولي لضمان توفير الدعم اللازم لتسيير العمليات التشغيلية للمعبر، مؤكداً أن أي تأخير في فتح المعبر مرتبط بعوائق لوجستية وسياسية يمكن تجاوزها بتعاون الأطراف المعنية.
تضارب إسرائيلي وحسم القرار
وكانت وسائل الإعلام العبرية قد أشارت، مساء الثلاثاء، إلى أن الاحتلال يدرس عدم إعادة فتح المعبر وتقليص المساعدات الإنسانية، بسبب عدم تسليم بقية جثامين المحتجزين.
لكن، صباح الأربعاء، أكدت هيئة البث العبرية الرسمية أن حكومة الاحتلال قررت إعادة فتح المعبر صباح الأربعاء، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد أن سلمت حركة حماس جثامين أربعة محتجزين إضافيين مساء الثلاثاء.
ويشير محللون سياسيون إلى أن هذا القرار يعكس حساسية من جانب الاحتلال تجاه ملف المحتجزين وتأثيره المباشر على المساعدات الإنسانية، وأن أي تأخير أو تعطيل في تسليم الجثامين قد يؤدي إلى توتر متجدد على الحدود وعرقلة عمليات إدخال الإغاثة.
مستجدات صفقة التبادل
تأتي هذه التطورات في سياق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ يوم الجمعة الماضي.
ووفقاً للمعلومات الرسمية، سلمت حماس يوم الإثنين 20 محتجزاً أحياء، إلى جانب جثامين أربعة محتجزين، ثم تم تسليم جثامين أربعة آخرين يوم الثلاثاء.
وأوضحت الحركة أنها تواجه تحديات فنية ولوجستية لإخراج رفات بقية المحتجزين الذين يبلغ عددهم 20 شخصاً، وهو ما قد يستغرق بعض الوقت.
ويُتوقع أن يسهم فتح المعبر في إدخال المساعدات الإنسانية بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة، بما في ذلك المواد الغذائية والوقود والمستلزمات الطبية، بما يعزز الوضع الإنساني في القطاع بعد شهور من الحصار والأزمات.
تطلعات الفلسطينيين وإعادة الإعمار
يأمل الفلسطينيون في أن يمثل فتح معبر رفح بداية مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتخفيف من الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، مع متابعة دقيقة من السلطة لضمان أن تكون عملية تشغيل المعبر شفافة وفعالة وتخدم السكان بشكل مباشر.
0 تعليق