Published On 16/10/202516/10/2025
|آخر تحديث: 12:27 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:27 (توقيت مكة)
أنقرة – حال افتقاد تركيا لصناعة المحركات دون استقلالية صناعاتها الدفاعية بالكامل، رغم تطورها في السنوات الأخيرة.
ومؤخرا حُرمت الصناعات الدفاعية التركية بفعل العقوبات الأميركية من استيراد العديد من المواد والقطع المهمة لهذه الصناعات، وزادت ألمانيا من الضغوط عندما حظرت توريد المحركات لمشروع الدبابة التركية "ألتاي" مما كاد يتسبب في تعطل المشروع.
دفع هذا تركيا إلى تبني إستراتيجية مؤقتة تقوم على الاستيراد من مصادر بديلة مثل كوريا الجنوبية، وبالتوازي مع هذه الإستراتيجية، عملت رئاسة الصناعات الدفاعية على تطوير أنظمة الحركة والدفع محليا، لضمان التحكم الكامل بصناعاتها والحيلولة دون التعرض للابتزاز السياسي من الدول التي تصدر هذه التقنيات.
إستراتيجية بـ 4 رؤوس
صممت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية إستراتيجية تقوم على تحقيق الاكتفاء الذاتي في جميع مجالات أنظمة الدفع والحركة (برا وبحرا وجوا) مقسمة على 4 محاور رئيسية:
مجموعة المحركات الغازية التوربينية وتركز على المحركات النفاثة والمروحية ذات الدفع العالي. مجموعة القدرة للمركبات البرية وتختص بمحركات الديزل الثقيلة وناقلات الحركة للدبابات والمركبات المدرعة. مجموعة محركات الديزل البحرية الوطنية. مجموعة أنظمة الدفع الكهربائي البحرية الوطنية.تظهر هذه المجالات أن رئاسة الصناعات الدفاعية لم تركز فقط على المحركات البرية والجوية، بل أضافت أنظمة الديزل البحرية والدفع الكهربائي بهدف معالجة نقاط الضعف، وتجنب أي عمليات حظر تستهدف القطع البحرية.

محركات برية بحرية جوية
بدأت الصناعة الدفاعية التركية تنفيذ مرحلة تصنيع وإنتاج هذه المحركات، بعد سنوات من التطوير والتصميم، وحققت نتائج إيجابية من خلال التجارب التي أجريت عليها.
جاءت حصيلة العمل المكثف ترجمة حرفية لأهداف الإستراتيجية التي رسمتها رئاسة صناعة الدفاع التركية في محاورها الأربعة؛ فعلى صعيد المركبات البرية أعلن رئيس الصناعات الدفاعية خلوق غورغون، أن المركبات المدرعة "فوران" و"كيربي" دخلت الخدمة بشكل فعلي، وذلك بفضل تركيب محركات "تونا" محلية الصنع فيها.
إعلان
بينما اختبرت محرك "أوتقو" للمركبات الثقيلة المجنزرة، ومحرك "باتو" المخصص لمدرعة "ألتاي"، في حين تتواصل اختبارات الجيل الثاني من محرك "أزرا جن 2" والمخصص للناقلات ومركبات الدعم اللوجستي، بحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول.
وفي شأن المسيرات والمروحيات، دخل محرك "بي دي 200" الخدمة في طائرات "بيرقدار تي بي 3″، بينما تستخدم طائرات العنقاء "آنكا" و"أق سنقر" محرك "بي دي 170″، ولا تزال اختبارات محرك "تي إس 1400" مستمرة مع الاستعداد لبدء الإنتاج، وهو محرك مصمم لطائرة "غوك باي".
واستطاعت الصناعة الدفاعية التركية إنتاج محركات نفاثة منها محرك "كي تي جي 3200" الذي يستخدم لصواريخ دخلت الخدمة بالفعل، منها: "أطمجه" و"سوم" و"كي تي جي 3700″ وصواريخ "تشاقير".
وبالتزامن مع اختبارات على محرك "مافي باتو" للسفن الحربية، فإن محركات "لوند" و "مارين إكس 7" دخلت الخدمة الفعلية على زوارق "مارلين" و"أولاق سيدا".
الرهان الأخير لطائرة "لقآن"
اتخذت تركيا خطوة كبيرة باتجاه تطوير محرك "تي إف 35000" وهو المحرك الرئيسي لطائرة "قآن" -من طائرات الجيل الخامس- إلى جانب وحدة الطاقة المساعدة، ويتم تسريع عملية تطوير وإنتاج هذا المحرك لتجنب أي تعطل في مشروع هذه الطائرة التي توليها تركيا أهمية كبرى في طريق تعزيز قدراتها الجوية.
ولحين الانتهاء من تطوير محرك الطائرة الأساسي، تحاول الشركة المصنعة "توساش" الاعتماد مؤقتا على محرك "إف 110" من إنتاج شركة جنرال إلكتريك الأميركية -المحرك المستخدم في طائرات "إف-16"- لكن الاتفاق على توريد هذا المحرك لم يتم بشكل كامل حتى الآن، وحيث أعلنت "توساش" أن الإجراءات الخاصة بالحصول على موافقة الكونغرس الأميركي لتوريد محركات "إف-110" مستمرة ولم يتم رفضها.
وجرى التشغيل الفعلي لمحرك "تي إف 6000" المخصص لطائرة "العنقاء 3" ومحرك "تي إف 10000" لطائرة "قزل إلما".

صعود قياسي
شكّل هذا التحول خطوة نوعية في طريق استقلال هذه الصناعة التي أكسبت تركيا ثقة وشهرة عالمية وضعتها في قائمة كبار المصدرين، واحتلت المرتبة الـ 11 عالميا بحسب تقرير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام "سبيري" حول اتجاهات تصدير الأسلحة عالميا.
وفي تقرير للمعهد ذاته حول الصناعة الدفاعية التركية، أشار إلى ارتفاع صادرات الأسلحة التركية بنسبة 103% في الفترة بين 2020 و2024 مقارنة بالفترة السابقة (2015-2019)، مما وضع تركيا في المرتبة 11 عالميا بين أكبر مصدري الأسلحة الرئيسية، في المقابل تراجع واردات الأسلحة بنسبة 33% بين الفترتين المذكورتين.
ودخلت 5 شركات تركية قائمة مجلة "ديفينس نيوز" لأقوى مئة شركة دفاعية في العالم لعام 2025، بإيرادات إجمالية وصلت إلى نحو 11 مليار دولار، في حين ارتفعت مبيعاتها بـ 28% عن عام 2024..
0 تعليق