Published On 16/10/202516/10/2025
|آخر تحديث: 13:02 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:02 (توقيت مكة)
تداول مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي تصريحات نُسبت إلى أسير إسرائيلي أفرج عنه بالصفقة الأخيرة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل بأن "وحدة الظل" التابعة لكتائب عز الدين القسام، استخدمت المظاهرات ضد الحركة خلال الحرب في شمال غزة كغطاء لنقل الأسرى الإسرائيليين بين مناطق القطاع.
وحققت تلك الادعاءات انتشارا واسعا وحصدت مئات الآلاف من المشاهدات باللغتين العربية والإنجليزية، حيث زعم ناشروها أن الأسير المزعوم -الذي لم يذكر اسمه- قال إن "عملية النقل" تمت وسط الحشود "تحت أنظار الطائرات المسيّرة الإسرائيلية".
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listواعتبر مستخدمون أن هذه الخطوة تعكس ذكاء المقاومة الفلسطينية وقدرتها على استغلال الظروف الميدانية لصالحها، واصفين إياها بأنها عملية خداع وتمويه عالية المستوى أمنيا وتكتيكيا لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
انتشار الادعاء
ويُظهر تتبع النشاط الرقمي للادعاء المنتشر أن أول نسخة منه ظهرت مساء 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد ساعات من إعلان الاحتلال عن الدفعة العشرين من الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وسرعان ما انتشر الادعاء على نطاق واسع بعد أن أعيد تداوله من قبل حسابات إخبارية ومحللين سياسيين عبر منصات "إكس" و"فيسبوك"، مما ساهم في تحويله إلى محتوى فيروسي تم التعامل معه على أنه حقيقة مؤكدة.
وتضمنت المنشورات المتداولة مقطع فيديو لمظاهرة جرت في مارس/آذار الماضي ضد المقاومة الفلسطينية أُرفق بتعليق يزعم أن أحد الجنود الإسرائيليين المفرج عنهم قال إن "وحدة الظل" التابعة لكتائب القسام كانت متخفية داخل تلك المظاهرات لنقل الأسرى من شمال غزة إلى جنوبها.
وجاء في النصوص المتداولة على نطاق واسع أن عملية النقل كانت "ضربا من الخيال"، وأن الطائرات المسيّرة كانت تحلّق فوق رؤوسهم "دون أن تتعرّف عليهم"، وأن المشاركين في المظاهرة "تعلموا الهتافات مسبقا وتم حمل الأسرى على الأكتاف وسط الحشود".
إعلان
كما أعادت حسابات أخرى نشر الادعاء ذاته بصيغ مختلفة، مشيدة بما وُصف بأنه "دهاء ميداني استثنائي" من المقاومة، بينما استخدم آخرون القصة لتقديم رواية رمزية عن التفوق الأمني لـكتائب القسام، دون الاستناد إلى أي مصدر رسمي أو شاهد مباشر.
هل تهُزم مثل هذه القيادة؟
اسمعوا ما يقوله أحد الجنود الإسرائيليين الذي كان أسيراً في غزة!
يقول:
نظمت وحدة الظل في كتائب القسام مظاهرات ضد الحرب، وضد حركة حماس
كان ذلك بتاريخ 25 مارس من هذه السنة.
وقد مشينا نحن الجنود الإسرائيليين الأسرى وسط المظاهرات التي تحركت من بيت لاهيا… pic.twitter.com/DaZTxW2o8i— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) October 15, 2025
أحد الرهائن الصهاينة المفرج عنهم:
وحدة الظل [القسّام] كانت متخفية داخل المظاهرات التي خرجت ضد حماس قبل أشهر، والتي انتقلت من بيت لاهيا إلى خانيونس
حيث قاموا بنقلنا بين المتظاهرين
كانت عملية خيالية ، لان الطائرات المسيّرة كانت تراقب المظاهرة????
يبدو أن المظاهرة من ترتيب حماس pic.twitter.com/a2d2uATqZl
— عبدالرحمن بني سلامه ☝???? (@aboood_jordan) October 14, 2025
الحقيقة
ولم يذكر ناشرو الادعاءات أي معلومات عن هوية الأسير الإسرائيلي المنسوب إليه التصريحات أو عن تأكيدات من قبل حركة حماس أو قياداتها إزاء حقيقة عملية الخداع التكتيكي، الأمر الذي دفع فريق "الجزيرة تحقق" للبحث عن إجابة لهذا السؤال للتحقق مما إذا كانت تعود بالفعل إلى أحد الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام، أم أنها معلومات مفبركة جرى تداولها بشكل عفوي.
وأجرى فريقنا بحثا موسعا في المصادر الإسرائيلية الرسمية، وراجع البيانات الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي والصليب الأحمر، إضافة إلى التقارير التي بثتها القنوات العبرية بشأن الأسرى المفرج عنهم يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتبين أنه لم تُنشر أي مقابلات أو تصريحات على لسان الأسرى المفرج عنهم تتضمن إشارات إلى "وحدة الظل" أو إلى استخدام المظاهرات كوسيلة نقل للأسرى الإسرائيليين من مكان إلى آخر داخل غزة.
وبالتحقق من مصدر الرواية، تبين أنها تعود للمحلل العسكري الأردني نضال أبو زيد خلال حلقة من برنامج "نبض الشارع" على قناة "رؤيا" الأردنية خلال حلقة نشرت 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال أبو زيد في مداخلته إنه "في 25 مارس/آذار الماضي خرجت مظاهرات في بيت لاهيا ضد المقاومة وحدثت مظاهرات في 19 مايو/آيار الماضي في خان يونس، وقلت لك بالحرف حينها لي تحفظات على ذكر أسباب هذه المظاهرات، والآن انتهت والأسرى سيسلموا غدا، والآن اذكر أن هذه المظاهرات، كل المؤشرات تشير إلى أن المظاهرة التي انتقلت من بيت لاهيا إلى بيت حانون وعادت إلى بيت لاهيا مرة أخرى، والمظاهرة التي انتقلت من خان يونس إلى كيزان النجار وعادت لكيزان النجار، وكانت بافتعال من المقاومة".
وأضاف أن "المقاومة كانت تقوم بنقل الأسرى بين بيت لاهيا وبيت حانون آنذاك تحت أعين واستطلاع واستخبارات الاحتلال، ولم أكن أريد أن اذكر هذا التحليل أو التقييم خشية على ما تقوم به المقاومة" حسب قوله.
إعلان
ولم تحمل رواية أبوزيد أدلة أو حقائق تثبت روايته، بل ذُكرت في صيغة تحليلية وتقدير شخصي منه، في حين لم تصدر أي تصريحات رسمية من فصائل المقاومة الفلسطينية حتى اللحظة تؤكد ما جاء في حديثه، وهو ما يجعل تلك المزاعم في إطار التكهنات غير المدعومة بالأدلة، بحسب ما خلص إليه فريقنا بعد مراجعة المصادر المتاحة والتحقق من سياق التصريحات.
يذكر أن اتفاق وقف الحرب دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي، بدء المرحلة الثانية من الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الأولى التي شهدت وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي جزئيا، وإطلاق 20 أسيرا إسرائيليا أحياء.
0 تعليق