عاجل

ما قصة جثة خليل دواس التي أثارت الجدل بين حماس وإسرائيل؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار إعلان هيئة البث الإسرائيلية أن إحدى الجثث التي تسلمتها تل أبيب ضمن صفقة تبادل الأسرى ليست لإسرائيلي، بل لفلسطيني متعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، جدلا واسعا على المنصات، خاصة بعد نفي المقاومة الفلسطينية التي أكدت أن الجثمان يعود لجندي إسرائيلي قتل في اشتباك بمخيم جباليا في غزة العام الماضي.

وكانت إسرائيل، قد أعلنت أمس الأربعاء، أن إحدى الجثث التي سلمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الثلاثاء الماضي، بموجب اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لا تتطابق مع أي من أسراها.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "بعد استكمال الفحوص في معهد الطب العدلي تبين أن الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لإسرائيل أمس لا تلائم أيا من المختطفين"، مطالبا الحركة الفلسطينية "ببذل كافة الجهود لإعادة جميع المختطفين القتلى".

لكن مصدرا قياديا في المقاومة الفلسطينية، كشف أن الجثة التي قالت إسرائيل إنها لا تتطابق مع أي من أسراها، "تعود لجندي إسرائيلي، أسر في عملية نفذتها كتائب القسام في مخيم جباليا في مايو 2024".

وقال المصدر في تصريح خاص للجزيرة، إن عملية أسر الجندي وسحب جثمانه إلى أحد أنفاق المقاومة "تمت في اشتباك مباشر مع قوة إسرائيلية حاولت التوغل في المنطقة آنذاك".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الجثمان يعود إلى خليل دواس، وهو فلسطيني من سكان مخيم عقبة جبر للاجئين في أريحا، قالت إنه كان يتعاون مع جيش الاحتلال في تمشيط الأنفاق بجباليا، حيث قتل أثناء نزوله إلى أحدها، وتمكنت المقاومة من احتجاز جثته.

تفاعل واسع وسخرية من الرواية الإسرائيلية

وقد فجر الإعلان موجة تفاعلات واسعة، بين الناشطين الفلسطينيين والعرب، الذين سخروا من ارتباك الرواية الإسرائيلية وتناقض بيانات جيش الاحتلال، معتبرين أن الحدث يكشف ارتباك المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية، وكيفية تعاملها مع عملائها بعد موتهم.

إعلان

وأشار مدونون إلى أن هذه القصة تكشف جانبا مظلما من الاحتلال، الذي يستغل الفلسطينيين كأدوات لخدمته، ثم يتنكر لهم بعد موتهم، مضيفين أن "الاحتلال لا يرى في عملائه سوى أدوات مؤقتة، في حين تعاملت المقاومة بإنسانية عندما أعادت جثته، كما تفعل مع الأسرى الإسرائيليين".

وذكر مدونون آخرون، أن خليل دواس كان أسيرا محررا، ومعتقلا إداريا سابقا، جنده الاحتلال في مخيم عقبة جبر للتجسس على نشطاء المقاومة، واعتقله لاحقا كتمويه لإبعاد الشبهات عنه، قبل أن يظهر لاحقا مع القوات الإسرائيلية في جباليا، حيث قتل، وأسرت جثته.

عبرة ودرس

ورأى نشطاء أن قصة دواس تمثل عبرة لكل من يخون وطنه، فحتى جثته رفض الاحتلال استلامها، بعد أن سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالنشر، بأن الجثة التي أعيدت من غزة تعود له، وأنه كان يعمل مع الجيش الإسرائيلي خلال عمليات تفتيش الأنفاق.

وكتب أحد النشطاء "الاحتلال لا يعمل بعشوائية، ولا يعيد وكيلا له إلى منطقته صدفة، فعندما يسقط وكيلا في جباليا، فذلك لحسابات دقيقة. جلب لمهمة محددة، لكن كتائب القسام كانت جاهزة. خان، فخذل. استخدم، ونكر، وطرح جانبا. مصير كل وكيل يخدم الاحتلال، مكتوب مسبقا، يموت كما عاش، بلا كرامة، بلا قيمة".

وأوضح مغردون أن إسرائيل رفضت استلام جثمان خليل دواس، لأنه ليس إسرائيليا، بل كان يعمل مع قواتها كمرتزق حتى قتل، مشيرين إلى أن المقاومة تعاملت معه كجندي إسرائيلي، وأرسلت جثمانه ضمن جثث الجنود الذين سلموا خلال صفقة التبادل.

ولفت آخرون إلى أن الجثة التي أعيدت من غزة، تعود إلى خليل دواس، فلسطيني من أريحا، عمل مع قوات الجيش الإسرائيلي أثناء عمليات تفتيش الأنفاق في مخيم جباليا، وقتل أثناء نزوله إلى أحد الأنفاق، وتم احتجاز جثمانه حينها.

تخلي الاحتلال عن عملائه

وأجمع عدد من النشطاء على أن قصة خليل دواس، تمثل درسا قاسيا لكل من اختار طريق العمالة والارتزاق مع الاحتلال، مؤكدين أن إسرائيل "تتخلى عن عملائها بمجرد انتهاء دورهم، فلا تسأل عنهم بعد موتهم".

إعلان

وأشاروا إلى أن مشهد تخلي إسرائيل عن جثة من عملوا لصالحها، ورفضها استلامه ضمن جثث جنودها، يلخص طبيعة العلاقة القائمة على الاستغلال والنبذ، حيث يستخدم العميل كأداة ميدانية، ثم يرمى جانبا عندما تنتهي مهمته.

وأضاف ناشطون أن "نهاية دواس ليست استثناء، بل قاعدة"، مشيرين إلى أن الاحتلال "لا يمنح عملاءه حماية أو وفاء، بل يتركهم لمصيرهم المظلم بعد أن يفقدوا قيمتهم الأمنية".

0 تعليق