في وقت يشهد فيه العالم توترات متزايدة، تأتي المبادرات التي تعزز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان لتكون بمثابة رسائل أمل قوية. وفي هذا السياق، أعلن الفاتيكان عن خطوة رمزية وتاريخية، تجسد التزامه بتعزيز جسور التواصل مع العالم الإسلامي.
في مبادرة هي الأولى من نوعها، أعلن الفاتيكان عن قراره افتتاح وتخصيص مكان للصلاة (مصلى) للمسلمين داخل مكتبته الرسولية الشهيرة، وذلك بهدف استيعاب العلماء والباحثين المسلمين الذين يزورون هذا الصرح العلمي العريق.
أكثر من مجرد مكان للصلاة
لا يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مجرد توفير لمساحة مادية، بل هي رسالة دبلوماسية وثقافية عميقة. فمكتبة الفاتيكان ليست مكتبة عادية، بل هي واحدة من أقدم وأهم المكتبات في العالم، وتحتوي على كنوز من المخطوطات والوثائق التاريخية النفيسة. وإن تخصيص مكان لصلاة المسلمين داخل هذا المركز الفكري والمعرفي للمسيحية الكاثوليكية يُعد اعترافاً وتقديراً للمساهمات الفكرية الإسلامية، وتشجيعاً للباحثين المسلمين على مواصلة التعاون الأكاديمي.
وجهز المصلى بشكل بسيط ووقور، مع توفير سجادات الصلاة وتحديد اتجاه القبلة، لتمكين الزوار المسلمين من أداء صلواتهم بسهولة ويسر أثناء انهماكهم في أبحاثهم ودراساتهم.
وتأتي هذه المبادرة لتعزز النهج الذي يتبعه البابا فرنسيس منذ توليه السدة البابوية، والذي يركز بشكل مستمر على تعزيز الحوار بين الأديان وبناء جسور الأخوة الإنسانية.
0 تعليق