في خطوة تمثل السقوط النهائي له من قمة الحياة الملكية، أعلن الأمير أندرو أنه سيتخلى عن ألقابه الملكية، بما في ذلك لقب "دوق يورك" المرموق، وذلك في خطوة تم الاتفاق عليها مع الملك تشارلز وأفراد عائلته.
ويأتي هذا القرار ليسدل الستار على مسيرة الأمير الذي كان يوماً شخصية بارزة في العائلة المالكة، بعد أن حاصرته الفضائح والاتهامات المتعلقة بعلاقته بالمعتدي الجنسي الراحل جيفري إبستين.
وفي بيان صدر عنه، أوضح الأمير أندرو أن هذا القرار جاء لتجنيب العائلة المالكة المزيد من الإحراج، حيث قال: "بعد مناقشة مع جلالة الملك، وعائلتي القريبة والواسعة، خلصنا إلى أن الاتهامات المستمرة ضدي تصرف الانتباه عن عمل الملك والعائلة المالكة".
وأضاف مؤكداً أنه قرر اتخاذ خطوة إضافية بعد تراجعه عن الحياة العامة قبل خمس سنوات، قائلاً: "بموافقة الملك، نشعر أنه يجب عليّ الآن أن أخطو خطوة أبعد.
لذلك، لن أستخدم لقبي أو التكريمات التي مُنحت لي بعد الآن".
ورغم تخليه عن ألقابه، جدد الأمير أندرو في بيانه تأكيده على براءته قائلاً: "كما قلت سابقاً، أنفي بشدة الاتهامات الموجهة إليّ".
وبموجب هذا القرار، سيبقى أندرو أميراً بالولادة، لكنه سيتوقف عن حمل لقب "دوق يورك"، وهو اللقب الذي منحته إياه والدته، الملكة الراحلة إليزابيث.
كما ستفقد زوجته السابقة لقبها، لتُعرف من الآن فصاعداً باسم سارة فيرغسون بدلاً من "دوقة يورك"، فيما ستحتفظ ابنتاهما، بياتريس ويوجيني، بلقب "أميرة".
لا يمثل هذا القرار حدثاً معزولاً، بل هو تتويج لسلسلة طويلة من المواقف التي تعرض لها الأمير.
فقد سبق له أن فقد دوره كعضو عامل في العائلة المالكة، وجُرّد من ألقابه العسكرية، وتم إبعاده عملياً عن جميع المناسبات العامة للعائلة. لكن فقدان لقب "دوق يورك" و"وسام الرباط" (Order of the Garter) يمثل الضربة الأقسى والأكثر أهمية.
فقد كانت الألقاب والمراسم الملكية تمثل جزءاً أساسياً من هوية الأمير أندرو، وتمنحه شعوراً هائلاً بالفخر الشخصي
لكن التسريب المستمر للادعاءات والعناوين السلبية في الصحافة لم يتوقف أبداً، وشكل مصدر إلهاء وإحراج لا نهاية له، مما أدى إلى تزايد حالة الإحباط داخل قصر باكنغهام، الذي رأى أن هذه الفضائح المستمرة تلقي بظلالها على عمل بقية أفراد العائلة المالكة.
وبهذا القرار، تُطوى صفحة الأمير أندرو كشخصية عامة بارزة في بريطانيا، ليتحول إلى أمير معزول فقد مكانته وألقابه التي كان يعتز بها.
ويمثل هذا السقوط الدراماتيكي نهاية مؤلمة لمسيرته، ورسالة واضحة من الملك بأن حماية سمعة المؤسسة الملكية واستقرارها تأتي فوق أي اعتبار شخصي، حتى لو كان يتعلق بشقيقه.
0 تعليق