تظاهر عشرات الأشخاص في العاصمة المغربية الرباط، السبت، للمطالبة بالإفراج عن مئات الأشخاص الذين تم توقيفهم خلال الاحتجاجات الأخيرة التي نظمتها مجموعة "جيل زد 212" الشبابية.
وتأتي هذه الوقفة في وقت يبدو فيه أن زخم الحركة، التي انطلقت في نهاية أيلول/سبتمبر للمطالبة بإصلاحات اجتماعية وسياسية، قد بدأ يخفت.
وتُعد الفوارق الاجتماعية والمجالية معضلة رئيسية في المغرب، حيث تعد فئة الشباب والنساء الأكثر تضرراً من البطالة والتفاوت في مستويات التعليم والصحة بين القطاعين العام والخاص.
وبحسب آخر المعطيات الرسمية، سجلت سبع ولايات من أصل 12 معدل نمو أدنى من المعدل الوطني (3.7%) في العام 2023.
وقد انطلقت حركة "جيل زد 212" على موقع ديسكورد للنقاش حول مشاكل الصحة والتعليم منتصف أيلول/سبتمبر، إثر وفيات متفرقة لثماني نساء حوامل في مستشفى عمومي بأكادير.
وأفادت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأن حوالى 600 شخص، بينهم قاصرون، محتجزون حالياً بانتظار خضوعهم للمحاكمة بتهمة انضمامهم إلى الحركة.
وخلال وقفة السبت في الرباط، هتف المحتجون بشعارات داعمة للمعتقلين، منها: "أيها المعتقلون، إبقوا أقوياء، سنواصل النضال".
وكانت حركة "جيل زد 212"، التي لا تكشف هوية مسؤوليها، قد نظمت تظاهرات يومية لنحو أسبوعين، شارك فيها عشرات وأحياناً مئات من الشباب في مدن مختلفة، ولم تُسجَّل خلالها صدامات تُذكر.
لكنّ مدناً عدة، لا سيما في ضواحي أكادير، شهدت يومي الأول والثاني من تشرين الأول/أكتوبر أعمال عنف غير مسبوقة تلت دعوات للتظاهر، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 300، معظمهم من الشرطة، بحسب السلطات.
ورغم أن الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس الأسبوع الماضي لم يأتِ على ذكر الحركة، إلا أنه حضّ الحكومة على تحسين التعليم العام والرعاية الصحية، وهي المطالب الأساسية التي ترفعها الحركة.
وتستمر هذه التحركات في وقت جددت فيه الحكومة، يوم الخميس، استعدادها للحوار مع الحركة، وهو العرض الذي قوبل بالرفض من قبل الحركة التي تواصل المطالبة باستقالة الحكومة.
ويرتبط المسار العام للأحداث الآن بمدى استمرار هذه الاحتجاجات، ومصير المعتقلين الذين لا يزالون قيد المحاكمة.
0 تعليق