في عالم "التريندات" والتحديات الرقمية الذي يتسارع يوماً بعد يوم، تظهر بين الحين والآخر ظواهر مقلقة تهدد سلامة الأفراد والمجتمع، خاصة فئة المراهقين والأطفال.
ومن أحدث هذه الظواهر الخطيرة "تريند حرق الدمى الشريرة"، وهو تحدٍ عبثي يتمثل في تصوير مقاطع فيديو لعملية إشعال النار في دمى (خاصة تلك التي تحمل ملامح مخيفة أو شريرة)، ونشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي بهدف جذب المشاهدات والتفاعل.
وقد أثار هذا "التريند" قلقاً بالغاً دفع جهات رسمية، مثل شرطة دبي، إلى إطلاق تحذيرات عاجلة حول مخاطره الكارثية.
تفاصيل "التريند" ومخاطره المباشرة
يقوم المشاركون في هذا "التريند" بإشعال النار في دمى مصنوعة غالباً من مواد سريعة الاشتعال مثل الأقمشة، البلاستيك، أو الشعر الصناعي.
وتتم عملية الحرق إما في أماكن عامة مفتوحة أو، وهو الأخطر، داخل المنازل أو الأماكن المغلقة.
وتحذر الجهات المختصة من أن هذا السلوك، الذي قد يبدو للبعض مجرد "لعبة" أو "مقلب"، يحمل في طياته مخاطر حقيقية وفورية، أبرزها:
اندلاع حرائق مدمرة: فقدان السيطرة على النيران بسهولة قد يؤدي إلى اشتعال الأثاث أو الممتلكات المحيطة، مما يتسبب في حرائق واسعة يصعب السيطرة عليها.
إصابات جسيمة وحروق: التعامل المباشر مع النار والمواد المشتعلة يعرض الشخص لخطر الإصابة بحروق بليغة قد تترك آثاراً دائمة.
الاختناق والوفاة: في حال تم الحرق داخل أماكن مغلقة، فإن الدخان الكثيف والغازات السامة المنبعثة من احتراق المواد البلاستيكية والصناعية يمكن أن تؤدي إلى الاختناق السريع وفقدان الوعي، وقد تصل العواقب إلى الوفاة.
الدافع.. سباق المشاهدات على حساب السلامة
تشير التحليلات والتحذيرات الرسمية، كتلك الصادرة عن شرطة دبي، إلى أن الدافع الرئيسي وراء انتشار مثل هذه "التريندات" الخطرة هو الرغبة في جذب الانتباه وتحقيق نسب مشاهدة عالية على منصات التواصل الاجتماعي.
فالمحتوى الصادم أو الغريب غالباً ما يحظى بانتشار أوسع، دون أي اكتراث أو مراعاة من قبل ناشري هذه المقاطع للعواقب الوخيمة التي قد تنجم عن تقليدها من قبل الآخرين، خاصة الأطفال والمراهقين.
التحرك الرسمي.. تحذيرات ومساءلة قانونية
لمواجهة هذا الخطر، بدأت الجهات الأمنية والمختصة بالتحرك. فشرطة دبي، على سبيل المثال، أصدرت تحذيراً شديد اللهجة يتزامن مع شهر التوعية بالأمن السيبراني، مؤكدةً على النقاط التالية:
مسؤولية أولياء الأمور: دعوة صريحة للآباء والأمهات لمراقبة المحتوى الذي يتعرض له أبناؤهم على الإنترنت، وتوعيتهم بمخاطر تقليد التحديات غير الآمنة.
الإبلاغ الفوري: التشديد على أهمية إبلاغ الجهات المختصة فوراً عن أي محتوى يحرض على هذه الممارسات الخطرة.
المساءلة القانونية: التنبيه إلى أن مجرد نشر أو إعادة تداول هذه المقاطع الخطرة يُعد مخالفة قانونية، قد يعرض صاحبها للمساءلة بتهمة تعريض نفسه أو الآخرين أو الممتلكات للخطر.
الوعي الرقمي والرقابة خط الدفاع الأول
تؤكد هذه التحذيرات على حقيقة أن العالم الرقمي، بقدر ما يحمل من فوائد، ينطوي أيضاً على مخاطر جمة تتطلب وعياً مستمراً ويقظة دائمة.
إن "تريند حرق الدمى" هو مجرد مثال على المحتوى العبثي والخطير الذي يمكن أن ينتشر بسرعة البرق، مهدداً سلامة الأفراد والمجتمع.
ويبقى الوعي الرقمي، والرقابة الأسرية الفعالة، والتحلي بالمسؤولية عند إنشاء أو مشاركة المحتوى، هي خطوط الدفاع الأولى لحماية أنفسنا وأبنائنا من الوقوع ضحايا لهذه "الألعاب القاتلة".
يجب أن تبقى السلامة دائماً هي الأولوية، فوق أي سباق نحو "التريند" أو المشاهدات الزائفة.

0 تعليق