في تصعيد لافت للخطاب السياسي داخل كيان الاحتلال، طالب زعيم حزب "الاحتلال بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، باتخاذ إجراءات عسكرية قصوى تجاه قطاع غزة. وتكمن أهمية هذا التصريح في كونه دعوة صريحة من زعيم سياسي بارز لاحتلال القطاع بالكامل، رافضاً أي "تردد أو مماطلة" في تحقيق هذا الهدف.
وحدد ليبرمان، في بيان عاجل، خارطة طريق عسكرية واضحة من وجهة نظره، تضمنت المطالب التالية:
عزل غزة بأكملها عن محيطها.
احتلال القطاع بالكامل عسكرياً.
العمل على إعادة جثث المختطفين (الأسرى).
إسقاط حكم حماس بشكل نهائي.
وأكد ليبرمان في تصريحه أنه "لا مكان للتردد والمماطلة" في تنفيذ هذه الأهداف.
ويحمل هذا التصريح دلالات سياسية وعسكرية هامة، يمكن تحليلها كالتالي:
- تصعيد الخطاب: يمثل هذا الموقف تحولاً من الحديث عن "عمليات محدودة" أو "أهداف معينة" إلى دعوة صريحة لاحتلال كامل، وهو ما يتجاهل التكاليف البشرية والمادية لمثل هذا الخيار.
- الضغط السياسي الداخلي: يهدف ليبرمان من خلال هذا الخطاب إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الحكومة الحالية، متهماً إياها بالضعف، ومحاولاً استقطاب الشارع اليميني المتشدد في كيان الاحتلال.
- تجاهل التداعيات الدولية: إن الدعوة لاحتلال غزة بالكامل تتناقض بشكل مباشر مع المواقف والتحذيرات الدولية التي تطالب بضبط النفس وتجنب عملية برية واسعة النطاق، مما قد يزيد من العزلة الدبلوماسية للاحتلال.
تأتي دعوات ليبرمان المتطرفة في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، وفي سياق نقاش داخلي محتدم بين قادة الاحتلال حول أهداف العملية العسكرية ومستقبل إدارة القطاع.
ويُعرف ليبرمان بمواقفه اليمينية المتشددة، وغالباً ما يستخدم مثل هذه التصريحات للضغط على الحكومة، ومحاولة الظهور بمظهر أكثر حسماً في التعامل مع المقاومة الفلسطينية.
تربط دعوة ليبرمان المتشددة، مستقبل الصراع بضرورة الحسم العسكري الكامل، وتغلق الباب أمام أي مسارات سياسية أو دبلوماسية في المدى المنظور.
ويبقى السؤال معلقاً حول مدى استجابة حكومة الاحتلال لهذه الضغوط المتزايدة، في ظل التعقيدات الميدانية الهائلة والرفض الدولي الواسع لسيناريو إعادة احتلال قطاع غزة.

0 تعليق