محللون: تصعيد إسرائيل بغزة تكتيك سياسي هربا من اتفاق وقف الحرب - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أثار التصعيد العسكري الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة منذ دخول اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى حيز التنفيذ كثيرا من التساؤلات بشأن دوافع تل أبيب وأهدافها التي ترمي إليها، مستغلة ما قالت إنه "حدث أمني" استهدف آليات هندسية شرقي رفح جنوبا.

واتفق معظم المحللين على أن التصعيد الإسرائيلي يأتي ضمن إستراتيجية مدروسة أكثر منها "رد فعل" على خرق اتفاق وقف الحرب. وأكدوا أنه يأتي أيضا في سياق ضغوط سياسية داخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعدادا لانتخابات حزب الليكود.

وقال الخبير بالشؤون الإسرائيلية محمود يزبك إن نتنياهو يريد "إبقاء حالة الحرب متأججة داخل إسرائيل لأنها تخدم مصالحه السياسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الحزبية".

وأكد يزيك -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- أن الهجوم الإسرائيلي على غزة لا يتناسب مع حجم "الحدث الأمني" الذي أُثير في رفح، ولم تتبناه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأعرب عن قناعته بأن نتنياهو يريد استغلال قضية جثث الأسرى القتلى لإثارتها بشكل أكبر، خاصة في ظل قناعة لدى مختلف الأطراف بأن بعض الجثث "لا يمكن استعادتها"، في محاولة منه للتملص من الذهاب إلى ثاني مراحل اتفاق وقف الحرب.

وميدانيا، قال جيش الاحتلال مساء الأحد إنه بدأ "إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن خرقته حركة حماس"، مشيرا إلى أنه "سيرد بقوة شديدة على كل خرق له" بعد أن شن سلسلة غارات كثيفة ونفذ أحزمة نارية في عدة مناطق بقطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد أكثر من 40 شخصا وإصابة عشرات آخرين في أنحاء القطاع الفلسطيني المحاصر، بعدما ادعى جيش الاحتلال أن مقاتلين فلسطينيين هاجموا آليات هندسية تابعة له في رفح.

من جانبه، أكد مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة أن السياسة الإسرائيلية الحالية تتوافق مع ما جرى في لبنان، حيث تواصل إسرائيل عملياتها تحت ذرائع متعددة، مستغلة أي حدث لتبرير اعتداءات جديدة.

إعلان

وشدد عطاونة على أن كافة القرائن تدل على أن حكومة نتنياهو معنية بخرق اتفاق وقف الحرب، وأن يكون هذا النمط من التصعيد "شكلا للمرحلة المقبلة".

أما بشأن أهداف إسرائيل من التصعيد العسكري، فقال أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات إنه "رسالة للوفد الأميركي الرفيع الذي سيزور المنطقة"، في إشارة إلى جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف.

ووفق فريحات، فإن نتنياهو يسعى لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق "لضمان إبقاء الضغوط على حماس والشعب الفلسطيني"، فضلا عن عامل انتخابي، إذ يصعد اليمين تاريخيا مستغلا لغة التصعيد والدماء.

وكذلك، فهم الطرف الأميركي رسالة التصعيد الإسرائيلي، خاصة بعدما خفت الضغوط الداخلية على نتنياهو، إذ لا يريد تقديم أي التزامات بشأن خطة الرئيس الأميركي، حسب فريحات.

في المقابل، تسعى واشنطن لضمان التزام الطرفين بالاتفاق حسب المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس واريك، ومحاولة منع أي محاولات لتكرار التصعيد الكبير.

وبناء على ذلك، تركز واشنطن على "تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإعداد الأرضية لوجود قوة دولية لمراقبة الوضع".

مستقبل الاتفاق

وأكد الخبراء أن مستقبل اتفاق وقف الحرب مرهون بتفاعل إسرائيل مع الوسطاء والدور الأميركي، خاصة فيما يتعلق بفتح المعابر، وإمكانية الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق التي تتطلب ترتيبات أمنية وسياسية واضحة.

وحسب عطاونة فإن "المرحلة الثانية لا تزال غامضة، ومناقشتها غير جدية حتى الآن، كما أن الوسطاء لم يدعوا بعد إلى لقاء فلسطيني جامع لمناقشة تفاصيل المرحلة القادمة".

وأكد فريحات أن أي تحرك إسرائيلي يهدف إلى إبقاء الطرف الفلسطيني مشغولا بالتصعيد ووقفه بدلا من الانتقال للمرحلة التالية، لافتا إلى أن "الصراع وإعادة الإعمار لن يسيرا بطريقة خطية، فالمراحل متداخلة".

وأجمع الخبراء على أن التصعيد الإسرائيلي يعكس إستراتيجية واضحة، ترتبط بأهداف سياسية داخلية وأجندة أمنية، وأن أي التزام حقيقي باتفاق وقف إطلاق النار يتطلب ضغطا مستمرا من الوسطاء والدور الأميركي لضمان عدم عودة الحرب مجددا.

0 تعليق