"ولد بنت شايب".. حين يلتقي الجيل الرقمي بحكمة الزمن القديم - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

يمثل مسلسل "ولد بنت شايب" أحدث الإضافات إلى الدراما المصرية القصيرة التي تُعرض حصريا على المنصات، مؤكدا الاتجاه نحو الأعمال المركزة ذات الإيقاع السريع والحبكة المحكمة.

يتناول العمل قضايا معاصرة تتعلق بالتحولات التكنولوجية والأخلاقية، ويفتح نقاشا حول الجرائم الإلكترونية والبيتكوين، في إطار درامي يجمع بين التشويق والتوتر النفسي والمفارقات الاجتماعية.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وفي مشهد درامي عربي يتغير بسرعة، يبرز المسلسل كمحاولة للموازنة بين الواقع الاجتماعي التقليدي والعالم الرقمي الحديث، مقدّما رؤية جديدة حول الثقة، والمسؤولية، والأمان، والطموح في زمن تتغير فيه القيم بوتيرة غير مسبوقة.

قصة مسلسل "ولد بنت شايب"

تدور أحداث العمل حول شابين يعيشان في عالم متعجل الإيقاع، ينساق الاثنان خلف خطايا الطموح ورغبتهما في تحقيق الثراء السريع عبر طرق مشبوهة وعمليات غير قانونية ذات علاقة بالاحتيال الإلكتروني والعملات الرقمية.

وهو ما يقودهما إلى ارتكاب جريمة تقلب حياتهما رأسا على عقب، وتتسبب في جعلهما مطاردين من أكثر من جهة. وبالصدفة خلال رحلة الهروب، يقرران الاختباء في إحدى الفيلات، فيتقاطع طريقهما مع رجل مسن يعاني من مرض ألزهايمر ويعيش في عزلة تامة عن كل ما حوله.

وبسبب التناقض الجذري بين الجيلين في الخلفيات والقيم، تتولد أرضية خصبة للمفارقات، حيث يتحول ملاذ الهاربين إلى فخ محتمل، وتنكشف أسرار قديمة وجديدة.

نجاح أولي وماذا بعد؟

حقق مسلسل "ولد بنت شايب" تفاعلا جماهيريا لافتا مع عرض الحلقتين الأولى والثانية، بفضل طابعه العصري وإيقاعه التشويقي. وقد حظيت شارة البداية بإشادة واسعة لما تميزت به من بساطة بصرية وإيقاع سريع يتماشى مع طبيعة القصة، إلى جانب الموسيقى التصويرية الإلكترونية التي عكست أجواء العالم الرقمي للأحداث، ممزوجة بلمسات شرقية أضفت دفئا إنسانيا على العمل.

هذا التوازن بين الحداثة والحس الإنساني ساعد المسلسل على تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ترقب الجمهور لاستمرار التناغم بين النجوم المخضرمين والوجوه الشابة، بما يحقق معادلة تجمع بين الخبرة والطاقة الجديدة.

إعلان

اتسم أداء كلٍّ من ليلى زاهر ومروان المسلماني ببعض التواضع في الحلقات الأولى، قبل أن يمنح ظهور النجم أشرف عبد الباقي في الحلقة الثالثة العمل ثقلا دراميا وإنسانيا لافتا. فقد قدّم شخصية العجوز الوحيد الذي يعيش على ذكريات الماضي ويعاني جفاء أبنائه وغياب أحفاده، بأداء يجمع بين العمق العاطفي والكوميديا الهادئة، مستفيدا من خبرته الطويلة في المسرح والتلفزيون.

كما أضفى حضور النجمة انتصار لمسة من الحيوية على الأحداث بدور الخادمة التي تجمع بين الطابع الكوميدي والميلودرامي، رغم قلة مشاهدها حتى منتصف العمل. ويُعد هذا الدور تحديا خاصا لها بعد تألقها سابقا في دور مشابه بمسلسل "أشغال شقة"، مما يجعل الجمهور يترقب رؤيتها الجديدة لشخصية تمتهن المهنة ذاتها لكن بملامح مختلفة.

السقوط في فخ الملل

ورغم البداية الجيدة للعمل وعدد الحلقات القليل مما يساعد على تقديم قصة أكثر تركيزا، فإن المسلسل وقع -للأسف- في فخ الملل والإيقاع البطيء.

كذلك عابه فقر المادة الدرامية والتشويقية وهو ما استفز الجمهور، كون العمل حمل بين طياته نواة جيدة تجعله يصلح لأكثر مما قدم، سواء على مستوى تفاصيل الجريمة المناسبة لخلطة درامية دسمة ومبتكرة، أو التحقيقات البوليسية التي كان من شأنها -لو قدمت بشكل أكثر احترافا- أن تضفي مزيدا من الإثارة على الحبكة.

أما التوازن بين الكوميديا والدراما فلم يكن واضحا، وهو ما صبغ الحلقات بروح عامة واهية غير مستقرة أو راسخة، الأمر الذي شتت انتباه المشاهد بين خفة الكوميديا وثقل الإثارة النفسية، وأدى في النهاية إلى فقدان المسلسل خطه الرئيسي.

تجربة درامية أولى

يُذكر أن مسلسل "ولد بنت شايب" يشكل التجربة الدرامية الأولى للمخرجة الشابة زينة أشرف عبد الباقي، التي حاولت السنوات الأخيرة إثبات حضورها في مجال السينما المستقلة من خلال فيلمها "مين يصدق"، بمشاركة والدها الفنان أشرف عبد الباقي في أحد الأدوار الرئيسية.

في هذا العمل، سعت زينة إلى التركيز على العمق الإنساني وصدق المشاعر، متجاوزة الهدف السطحي للإضحاك، مع اعتمادها على أسلوب تشويقي يقوم على المفاجآت وتطور الشخصيات. غير أن تجربتها ما زالت في طور التكوين، ويبدو أن أمامها مساحة واسعة لاكتساب مزيد من الخبرة.

ويُرجَّح أن السبب الرئيسي لتواضع مستوى العمل حتى الآن يعود إلى ضعف السيناريو وبطء تطور الأحداث والشخصيات، رغم البداية المبشرة والسعي لتقديم معالجة مختلفة لحبكة قائمة على ثيمة النصب والاحتيال التي تكررت كثيرا في الدراما العربية.

 محاولة طموحة

يعد مسلسل "ولد بنت شايب" محاولة طموحة لتقديم دراما قصيرة ومختلفة المذاق، ورغم بعض الهفوات في الإيقاع والعمق، فإنه يسعى ليكون ماتعا، وبسيطا في طرحه، وصادقا في نبرته، مؤكدا حضور الدراما المصرية كقوة قادرة على التجدد والتطور دون التفريط في هويتها، إنه عمل يفتح الباب أمام جيل جديد من المبدعين لطرح موضوعات أكثر حداثة بجرأة ووعي.

إعلان

" frameborder="0">

المسلسل من تأليف وإشراف على الكتابة لأحمد فوزي صالح، وسيناريو وحوار كل من أحمد عصام الشماع وسيد عبد النبي، وأخرجته زينة عبد الباقي، ومن بطولة أشرف عبد الباقي، وانتصار، ونبيل عيسى، وليلى أحمد زاهر، ومروان المسلماني، مع مشاركة النجمة إسعاد يونس كضيفة شرف في دور لم يضف لها أو تضف له أي شيء.

0 تعليق