في ظل وضع إنساني وصحي متدهور، كشف الدكتور منير البرش، المدير العام لمكتب وزارة الصحة في غزة، عن استمرار انتهاكات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار ومماطلته المتعمدة في إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، مما فاقم معاناة آلاف الجرحى والمرضى في القطاع.
خروقات متواصلة ومماطلة في إدخال الأدوية
قال البرش في حديثه لـ"رؤيا أخبار" إن جيش الاحتلال يواصل خرق الهدنة عبر اعتداءات متفرقة تعيق جهود التعافي في غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال يتعمد تأخير دخول الشحنات الطبية الحيوية، وعلى رأسها الأدوية المخدرة اللازمة لإجراء العمليات الجراحية وتسكين آلام المصابين.
وأضاف أن هذا التعطيل "ليس مجرد تقصير إداري، بل سياسة ممنهجة" تهدف إلى زيادة الضغط الإنساني على سكان غزة وحرمان المستشفيات من الحد الأدنى من مقومات العمل الطبي.
أزمة صحية وإنسانية خانقة
وأوضح البرش أن أكثر من 22 ألف مريض وجريح بحاجة ماسة للعلاج خارج غزة، منهم 18 ألفاً أتموا إجراءات التحويل الطبي لكن الاحتلال يرفض السماح لهم بالخروج عبر المعابر.
وتابع: "من بين هؤلاء 5600 طفل يعانون أمراضاً حرجة ويحتاجون إلى السفر العاجل لإنقاذ حياتهم"، لافتاً إلى أن القطاع الصحي يعيش حالة انهيار شبه كامل بعد تدمير مئات المرافق الطبية ونفاد الأدوية الأساسية.
عجز دولي ومعضلة الجثامين المجهولة
وانتقد البرش عجز المنظمات الدولية أمام قيود الاحتلال، قائلاً إنها "تنتظر موافقات الدخول بدلاً من الضغط الجاد لإنقاذ الأرواح".
كما أشار إلى وجود 165 جثماناً مجهول الهوية في مستشفيات غزة، وسط انعدام المعدات اللازمة لتشخيصها بسبب انهيار البنية التحتية.
وختم البرش قائلاً إن ما يجري في غزة "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، مطالباً بتدخل دولي عاجل للضغط على الاحتلال من أجل الالتزام بالاتفاقيات، وفتح المعابر أمام المرضى والمساعدات الطبية فوراً.
0 تعليق