في مقابلة مطولة وصريحة مع مجلة "تايم" الأمريكية، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن كواليس جديدة ومثيرة حول دوره في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا أنه هو من "أوقف" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة الحرب، وموجها تحذيرا هو الأقوى حتى الآن بأن أي خطوة لضم الضفة الغربية ستؤدي إلى فقدان "تل أبيب" لكل الدعم الأمريكي.
كما تطرق ترمب إلى ملفات حساسة مثل مستقبل القيادة الفلسطينية، واحتمالية الإفراج عن مروان البرغوثي، ومصير سلاح حركة حماس، مقدما نفسه على أنه صانع السلام الأوحد والقادر على فرض رؤيته على جميع الأطراف.
"أنا أوقفت الحرب.. ونتنياهو كان سيستمر لسنوات"
في روايته للأحداث التي سبقت الاتفاق، قدم ترمب نفسه على أنه المنقذ الذي تدخل في اللحظة الحاسمة لمنع استمرار الحرب. وقال لمجلة "تايم": "نتنياهو كان سيستمر في القتال، وكان من الممكن أن تستمر الحرب لسنوات، لكنني أوقفته".
وأكد ترمب أن "الحرب في غزة انتهت"، وأن على نتنياهو "قبول الاتفاق" بكافة بنوده ومراحله.
تحذير صارم: لا لضم الضفة الغربية وإلا..!
في تحول لافت قد يعيد رسم ملامح السياسة الأمريكية تجاه الصراع، أطلق ترمب تحذيرا قويا وغير مسبوق لـ"إسرائيل" بشأن أي محاولة لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وقال ترمب بوضوح: "ضم الضفة الغربية لن يحدث، لأنني وعدت الدول العربية بعدم حدوثه". وأتبع هذا الوعد بتهديد مباشر: "إسرائيل ستفقد كل الدعم الأمريكي إذا ضمت الضفة الغربية".
وتأتي هذه التصريحات لتقطع الطريق أمام أي طموحات لليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، الذي كان يرى في رئاسة ترمب فرصة لتطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، كما تأتي بالتزامن مع تصويت مرتقب في الكنيست على مشروع قانون لضم أجزاء من الضفة.
الهجوم على قطر.. "خطأ تكتيكي فادح" من نتنياهو
عاد ترمب لتناول حادثة الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في سبتمبر الماضي، والذي كاد أن ينسف المفاوضات. ووصف الهجوم بأنه "خطأ تكتيكي فادح" ارتكبه نتنياهو.
وأضاف بسخرية أن الهجوم "كان غريبا لدرجة أنه دفع الجميع للقيام بما يجب عليهم فعله"، في إشارة إلى أن هذا الخطأ هو ما عجل بالاعتذار الإسرائيلي والعودة إلى طاولة المفاوضات بجدية أكبر.
مستقبل القيادة الفلسطينية.. قرار بيد ترمب؟
فيما يتعلق بمستقبل حكم غزة، تطرق ترمب إلى الاحتمالية المثيرة للجدل بأن يتم الإفراج عن القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي لتولي دور قيادي في مرحلة ما بعد الحرب. ولم يحسم ترمب موقفه، لكنه قال بشكل لافت: "سأتخذ قرارا" بشأن هذه المسألة، مما يشير إلى نيته التدخل بشكل مباشر في ترتيبات القيادة الفلسطينية المستقبلية.
مصير سلاح حماس: "العفو" أو "القضاء عليها"
أكد ترمب مجددا على ضرورة نزع سلاح حركة حماس، لكنه أشار إلى أن الحركة وافقت على ذلك ضمن الاتفاق. وقال: "سنتدخل في حال لم تنزع حماس سلاحها، لكنها وافقت على ذلك".
وأضاف تحذيرا قويا: "حماس ستواجه ورطة كبيرة إذا لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار"، ملمحا إلى إمكانية استئناف العمل العسكري ضدها إذا لم تتعاون، وصولا إلى "القضاء عليها"، ولكنه أشار أيضا إلى إمكانية حصول المقاتلين على "العفو" إذا التزموا بالاتفاق.
رؤية إقليمية مختلفة.. وإيران "لم تعد تهديدا"
عبر ترمب عن رضاه عن الوضع الإقليمي، زاعما أنه نجح في "إزالة التهديد النووي الإيراني" وأن المنطقة تشهد الآن "شرق أوسط مختلف" بفضل سياساته.
وتعكس تصريحات ترمب لمجلة "تايم" رؤيته الشخصية ودوره المحوري (كما يراه) في إدارة الصراع، وتكشف عن ملامح سياسته المستقبلية التي تبدو أكثر حسما وتدخلا في تفاصيل الحل النهائي، مع استمرار التركيز على تحقيق "صفقات" يعتبرها هو انتصارات دبلوماسية له.
0 تعليق