أكاديمية إسرائيلية تشبّه إسرائيل بالنظام النازي وتثير الجدل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أثارت تصريحات أكاديمية إسرائيلية في كلية تل حاي شمال إسرائيل عاصفة من الجدل داخل الأوساط التعليمية والإعلامية بعد أن شبّهت إسرائيل بالرايخ الثالث (النظام النازي في ألمانيا).

واعتبرت الباحثة أن إسرائيل "فقدت حقها في الوجود" تمامًا كما فقده النظام النازي بعد الحرب العالمية الثانية.

وقد فجّرت التصريحات، التي نُشرت على موقع "فيسبوك" من الدكتورة إيلانا هيرستون، -وهي محاضِرة في علم النفس وعلم النفس البيولوجي-، نقاشا حادا عن حدود حرية التعبير في إسرائيل، خاصة عندما تصدر هذه الآراء من داخل مؤسسة أكاديمية عامة.

وحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس، فقد كتبت الدكتورة هيرستون بتاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن "إسرائيل، مثل الرايخ الثالث، فقدت حقها في الوجود".

واستندت في طرحها إلى ما وصفته بـ"شهادات المعتقلين من أسطول الصمود العالمي"، قائلة، إن تلك الشهادات تمثل "حالة إبادة جماعية بكل تفاصيلها: الضرب، تقييد الأيدي ساعات، الحرمان من العلاج الطبي، والإهانات والتهديدات".

واتهمت إسرائيل بارتكاب انتهاكات خطرة للقانون الدولي، مشيرة إلى أن "اختطاف الأشخاص من الأسطول في المياه الدولية هو خرق لقانون البحر الدولي".

وأتبعت منشورها بتصريحات أشد قسوة، إذ كتبت أن "القيادة الإسرائيلية تستحق أن تعيش حياة طويلة خلف القضبان، تمامًا كما يحق للقتلة والمغتصبين البقاء في السجن"، معتبرة أن ذلك هو "الثمن الطبيعي لما ارتكبوه بحق الفلسطينيين".

RE'IM, ISRAEL - OCTOBER 07: Smoke rises over the Gaza Strip after an Israeli strike as seen from the Israeli side on October 07, 2025 in Re'im, Israel. Various commemorations are taking place around Israel to mark the second anniversary of the Hamas-led attacks in Israel and the Gaza border area on October 7, 2023. During the attacks, 251 hostages were taken and around 1,200 people were killed, making it the deadliest attack in Israel's history. In response to the attacks, Israel launched a military campaign in Gaza, which has so far killed more than 67,000 people and displaced around 90% of the enclave's population of 2.1 million. (Photo by Chris McGrath/Getty Images)
الحرب الإسرائيلية خلّفت دمارا كبيرا في غزة (غيتي)

بيان واستنكار

وإثر انتشار المنشور ووصوله إلى اتحاد طلاب الكلية وإدارة المؤسسة، أصدرت الكلية الأكاديمية في تل حاي بيانا رسميا أكدت فيه، أن ما كتبته المحاضِرة "لا يمثل بأي شكل من الأشكال موقف المؤسسة".

وجاء في البيان: "إن كلمات الدكتورة هيرستون الجادة والخطرة تمثل رأيها الشخصي فقط، وقد نُشرت على صفحتها الخاصة. الكلية الأكاديمية في تل حاي ترفض تماما هذا الخطاب وتقف بفخر إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن الذين يدافعون عن الدولة ومواطنيها".

إعلان

وأضاف البيان، أن العديد من طلاب الكلية "خدموا فترات طويلة في قوات الاحتياط خلال العامين الماضيين"، وأن افتتاح العام الدراسي الجديد بعد غياب طويل عن الحرم الجامعي في الشمال "يرمز إلى صمود المنطقة وإلى التزام تل حاي تجاه المجتمع في الجليل والمجتمع الإسرائيلي ككل".

كما أثارت تصريحاتها استنكارا واسعا في الأوساط السياسية، حيث وصف رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، ديفيد أزولاي، أقوالها بأنها "انهيار أخلاقي وقانوني".

وقال أزولاي لصحيفة يديعوت أحرونوت: "لم أصدق ما رأيته. إنه إفلاس للمجتمع ولأجهزة إنفاذ القانون أن يُسمح لشخص في إسرائيل بكتابة مثل هذه التصريحات، وكأننا عدنا إلى ثلاثينيات القرن الماضي في ألمانيا".

وأضاف: "هذا كتبته امرأة يهودية من شعبنا، وهذا أمر مؤلم ومخزٍ. يجب أن تُتخذ إجراءات قانونية ضدها فورا. حرية التعبير لا تعني حرية التحريض على الدولة وجنودها".

واختتم: "إيلانا، هناك العديد من الدول في العالم يمكنك أن تعيشي فيها، فلا أحد يجبرك على البقاء هنا. لكن من الواضح أنك تجاوزت كل الخطوط الحمراء".

رئيس الأركان إيال زامير برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في سياق توجيه العريضة ضد الحكومة (جميع الصور من تصوير مكتب الصحافة الحكومي التي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار) ورئيس الأركان إيال زامير (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (الإعلام الإسرائيلي)

رد غاضب

لكن الدكتورة هيرستون لم تتراجع. بل ردّت بمنشور آخر وصفت فيه الانتقادات التي وُجّهت إليها بأنها "مطاردة فكرية"، واتهمت زملاءها وطلابها بالتصرف مثل أجهزة المخابرات في ألمانيا الشرقية (الـ"شتازي").

وكتبت: "لم يبدأ العام الدراسي بعد، ومع ذلك بدأ المخبرون بالعمل في وضع Full Drive. أمس أرسل لي رئيس الكلية لقطة شاشة لمنشوري أرسله إليه أحدهم، يسأل إن كنت قد أضفت انتمائي المؤسسي إليه. قلت لا، وهذه كانت نهاية التوضيح".

وأضافت: "بعد أقل من 24 ساعة تلقيت اتصالا آخر من الرئيس لأن اتحاد الطلاب اعتبر أنني تجاوزت الخط الأحمر بمقارنة الجيش الإسرائيلي بالرايخ الثالث. يبدو أنهم يعتقدون أنه يجب إسكاتي، لكني لن أقبل بذلك".

وأكدت أنها تفصل بين آرائها السياسية ومهنتها الأكاديمية، موضحة أنها لا تطرح مواقفها السياسية في الصفوف الدراسية، وأنها تدرّس مواد لا تمتّ بصلة إلى الواقع السياسي، مثل علم الأعصاب والسلوك الحيوي.

واختتمت: "من لا يريد قراءة ما أكتبه على فيسبوك ليس مضطرًا لذلك. الدخول إلى صفحتي اختياري، ومن لا يعجبه كلامي يمكنه الرد أو المغادرة. لكن مراقبة حسابي وإرسال لقطات شاشة إلى إدارة الكلية، هو سلوك فاشي حقيقي يشبه ما فعله ستاسي".

0 تعليق