رمضان 2026 في شباط.. هل يشهد الأردن ثلوجاً؟ السجلات المناخية تفتح ملف عاصفة 2003 - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يتزامن شهر رمضان القادم مع النصف الثاني من شهر شباط، وهو شهر يقع في قلب "مربعانية الشتاء" التي تعرف بتقلباته الجوية الحادة وقدرته على جلب أنظمة جوية شديدة البرودة. فبالتزامن مع ما سيكون موافقا للأسبوع الثاني من رمضان 2026، ضربت الأردن وبلاد الشام عاصفة ثلجية تصنف كواحدة من الأقوى في هذا القرن.

مع بدء العد التنازلي لشهر رمضان المبارك لعام 2026، والذي يتوقع أن يبدأ فلكيا بحدود 17 أو 18 شباط (فبراير)، بدأ تساؤل مبكر يفرض نفسه بين الأردنيين: هل يشهد الأردن تساقطا للثلوج خلال الشهر الفضيل؟

يأتي هذا التساؤل في وقته، حيث يتزامن شهر رمضان القادم مع النصف الثاني من شهر شباط، وهو شهر يقع في قلب "مربعانية الشتاء" أحيانا وفي نهاياتها أحيانا أخرى، ويعرف بتقلباته الجوية الحادة وقدرته على جلب أنظمة جوية شديدة البرودة.

وعلى الرغم من أنه من المستحيل علميا التنبؤ بحالة الطقس الدقيقة لهذه الفترة البعيدة (شباط 2026) من الآن (تشرين الأول 2025)، إلا أن العودة إلى السجلات المناخية التاريخية تقدم إجابة واضحة: نعم، النصف الثاني من شهر شباط قادر تماما على إنتاج عواصف ثلجية كبرى.

السجل التاريخي: عاصفة "شباط 2003"

تعد عاصفة "شباط 2003" الدليل الأبرز والأقوى في الذاكرة الحديثة على قوة هذا الشهر. فبالتزامن مع ما سيكون موافقا للأسبوع الثاني من رمضان 2026، ضربت الأردن وبلاد الشام عاصفة ثلجية تصنف كواحدة من الأقوى في هذا القرن.

وفقا لسجلات "طقس العرب"، بدأت العاصفة في 24 شباط 2003 واستمرت حتى 26 منه، أي أنها تقع تماما ضمن الفترة الزمنية التي سيصادف بها شهر رمضان القادم.

تفاصيل العاصفة التي شلت العاصمة:

المدة: استمر تساقط الثلوج بشكل كثيف ومتواصل لمدة 48 ساعة متواصلة على العاصمة عمان. السبب العلمي: نتجت العاصفة عن منظومة جوية مثالية، تمثلت في اندفاع كتلة هوائية شديدة البرودة (قطبية المنشأ) من غرب روسيا، بالتزامن مع تمركز مرتفع جوي على القارة الأوروبية، مما أدى إلى تشكل منخفض جوي عميق فوق جزيرة قبرص. الأثر: تسببت العاصفة في شل الحركة بشكل كامل في عمان. وأدى التراكم الهائل للثلوج إلى إغلاق تام للطرق، وانقطاع أسلاك الكهرباء، وانهيار أسقف "الزينكو" (الصفيح المعدني) فوق المركبات. التراكمات: كانت التراكمات "تاريخية"، حيث تجاوزت المتر (100 سم) في بعض أحياء عمان، وسجلت في جبل عمان 40 سم، بينما وصلت في جبال عجلون إلى 150 سم. (من المفارقات أن جبال الشراه في الجنوب لم تسجل تراكمات حينها).

هل يتكرر السيناريو في رمضان 2026؟

إن حدوث عاصفة 2003 في نهاية شهر شباط، وهي الفترة التي يظن فيها الكثيرون أن الشتاء "يلملم أوراقه" استعدادا للربيع، يثبت أن إمكانية تساقط الثلوج تبقى قائمة وقوية طالما لم ينته الشتاء فلكيا.

الخلاصة: لا يمكن لأي جهة رصد جوي أن تؤكد أو تنفي حدوث عاصفة ثلجية في رمضان 2026 من الآن. لكن، وبناء على السجلات المناخية، فإن تزامن شهر رمضان مع النصف الثاني من شهر شباط يضعه ضمن فترة زمنية "نشطة مناخيا" وقادرة على استقطاب كتل هوائية قطبية باردة كافية لتساقط الثلوج الكثيفة.

وسيبقى على الأردنيين الانتظار حتى اقتراب الفترة بوقت كاف (حوالي 5 إلى 10 أيام) للحصول على توقعات دقيقة، لكن الذاكرة المناخية تؤكد أن "الاحتمالية قائمة بقوة".

0 تعليق