أكدت مجموعة "جولدمان ساكس" (Goldman Sachs Inc) أنها لا تزال متفائلة بشكل هيكلي تجاه أسعار الذهب، رغم التراجع الحاد الذي شهده المعدن الثمين خلال الأسبوع الحالي.
وأوضحت المذكرة الصادرة عن البنك أن الطلب المستمر من البنوك المركزية والمستثمرين طويل الأجل يشكل دعما قويا، ما يعزز النظرة الإيجابية تجاه الذهب على المدى المتوسط والطويل.
وأشار البنك إلى أن الذهب يعتبر "تحوطا استراتيجيا للمحافظ المالية" في ظل التوترات الاقتصادية والمالية العالمية، مما يجعل التدفقات الهيكلية مستمرة رغم التقلبات اليومية في الأسعار.
تراجع الأسعار الأخير لا يغير الرؤية طويلة الأجل
شهد الذهب تصحيحا ملحوظا خلال الأسبوع، إذ هبط بنسبة 6% يوم الثلاثاء، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 26% منذ سبتمبر وحتى يوم الاثنين، ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 4,378 دولارا للأونصة.
ووفقا للمحللين لينا توماس ودان سترويفن، فإن هذا التصحيح ساهم على الأرجح في عمليات البيع، لكنه لا يؤثر على الرؤية الهيكلية للبنك.
وشدد "جولدمان ساكس" على أن عمليات الشراء الهيكلية ستستمر، مؤكدا توقعه بأن يصل الذهب إلى 4,900 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2026، وهو الهدف الذي يراه البنك مستندا إلى الطلب الأساسي القوي من المستثمرين الكبار والبنوك المركزية.
العوامل الداعمة لتفاؤل جولدمان ساكس
أوضح البنك أن هناك عدة عوامل تدعم استمرار ارتفاع الذهب، من أبرزها:
التدفقات المستمرة من البنوك المركزية: حيث تشير بيانات سبتمبر وأكتوبر إلى أن شراء الذهب من قبل البنوك المركزية قد ارتفع موسميا، ما يعزز الاحتياطيات ويزيد من قوة الطلب الهيكلي.
توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي: وهي عامل محفز لارتفاع أسعار الذهب، إذ يحد انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس.
تنويع المحافظ الاستثمارية: وزيادة الاهتمام بصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) والشراء المادي من قبل أصحاب الثروات العالية جدا، مما يدعم الطلب طويل الأجل.
وأكد المحللان أن هذه العوامل تشير إلى أن الذهب يظل "أداة أساسية للتحوط وحماية القيمة"، وأن المستثمرين على المدى الطويل ما زالوا يعيرون اهتماما بالغا للشراء رغم الهبوط اللحظي في الأسعار.
تأثير حركة الفضة على أسعار الذهب
وأشار البنك إلى أن تراجع الذهب يعكس جزئيا تأثيرا من تحركات الفضة، التي انخفضت بنسبة 11% منذ يوم الجمعة الماضية.
ومع ذلك، شدد المحللون على أن الطلب الأساسي على الذهب لا يزال قويا، وأن المعدن النفيس يحتفظ بجاذبيته كأداة استثمارية آمنة في بيئة اقتصادية غير مستقرة.
ووفقا لتقديرات "جولدمان ساكس"، فإن أي إعادة تخصيص حتى متواضعة في المحافظ من قبل صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية وصناديق التقاعد قد تؤدي إلى زيادة ملحوظة في الأسعار، نظرا لأن سوق الذهب يعد صغيرا نسبيا مقارنة بالطلب المتوقع.
استراتيجيات المستثمرين وطموحات الأسعار
أوضح البنك أن العديد من مخصصي رأس المال على المدى الطويل يخططون لزيادة تعرضهم للذهب، ما يعني أن الطلب الهيكلي سيستمر في دعم الأسعار.
وخلص "جولدمان ساكس" إلى أن الهدف البالغ 4,900 دولار للأونصة بحلول نهاية 2026 لا يزال قائما، وأن التراجع الأخير يشكل فرصة للمستثمرين لتعزيز مراكزهم دون التأثير على النظرة المستقبلية للذهب.

0 تعليق