هبوط 5% عن القمة القياسية بفعل جني الأرباح.. والأسواق تترقب بيانات مؤشر أسعار المستهلك وتطورات لقاء ترمب وشي
تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف في التداولات الآسيوية الجمعة، مع اتجاه المعدن الثمين نحو تسجيل أول انخفاض أسبوعي منذ عشرة أسابيع متتالية، في ظل قيام المستثمرين بجني الأرباح بعد مستويات قياسية سجلها الذهب مؤخرا.
وبحلول الساعة 09:35 صباحا بتوقيت السعودية، بلغ الذهب الفوري 4,109.55 دولارا للأوقية، منخفضا بنسبة 0.4% عن الجلسة السابقة، فيما سجلت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 4,123.70 دولارا للأوقية، بانخفاض 0.5%.
ويأتي هذا التراجع بعد موجة صعود قوية استمرت لمدة تسعة أسابيع، مدفوعة بتوقعات التيسير النقدي والطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن وسط التقلبات الاقتصادية العالمية.
جني الأرباح يضغط على الأسعار
شهد الأسبوع الحالي ضغطا على الذهب بفعل عمليات جني الأرباح المكثفة، خصوصا بعد أن سجل المعدن مستوى قياسيا تاريخيا عند 4,381.29 دولار للأوقية في بداية الأسبوع.
وأدى هذا الانخفاض إلى خسارة الذهب حوالي 5% عن القمة القياسية، مما دفع العديد من المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم وتقليص التعرض للمعدن الأصفر، في وقت يترقب فيه السوق التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية.
تطورات التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
ساهم تراجع الذهب أيضا في تحول معنويات المستثمرين بعد ظهور مؤشرات على تخفيف حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
وأكد البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس دونالد ترمب سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، وهو ما زاد من آمال الأسواق في حدوث انفراجة تجارية محتملة، مما حد من الضغط على الدولار وأسهم بشكل غير مباشر على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
الأسواق تترقب بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي
تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى البيانات الاقتصادية الرئيسية، وبالأخص مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر سبتمبر، الذي تم تأجيله سابقا بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي.
ويعد هذا المؤشر مقياسا أساسيا لتوقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي، إذ تسعر الأسواق حاليا احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع البنك الأسبوع المقبل.
وفي حال صدرت قراءة المؤشر أقل من المتوقع، فمن المرجح أن يعزز ذلك الرهانات على التيسير النقدي، ما قد يوفر دعما إضافيا للذهب. أما إذا كانت القراءة أعلى من المتوقع، فإنها قد تعزز الدولار وعوائد سندات الخزانة، مما يزيد الضغط على أسعار الذهب.
توقعات الخبراء واستراتيجية المستثمرين
يشير المحللون إلى أن الذهب يظل محاطا بتحديات عدة، منها تقلبات العملات والأسواق المالية العالمية، ولكن الطلب على المعدن كملاذ آمن لا يزال قويا، مدعوما بمخاوف التضخم والسياسات النقدية التوسعية.
كما أضاف الخبراء أن المستثمرين يراقبون بشكل خاص تأثير جولات التيسير النقدي القادمة، حيث قد يؤدي أي خفض في أسعار الفائدة إلى تعزيز الطلب على الذهب، في ظل استمرار انخفاض العوائد الحقيقية على السندات الحكومية.
ويتوقع المحللون أن يظل الذهب متقلبا على المدى القصير، لكن الاتجاه الهيكلي يظل داعما للمعدن الأصفر، خصوصا مع استمرار عمليات شراء البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية التي تراهن على الذهب كأداة تحوطية طويلة الأجل.

0 تعليق