ترمب: لطالما غشّت كندا في ما يتعلّق بالرسوم الجمركية، مُحصّلة من مزارعينا رسوماً تصل إلى 400% - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ترمب: بناء على سلوكهم الفظيع، تلغى كل المفاوضات التجارية مع كندا

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الجمعة، قراره بإنهاء كافة المحادثات التجارية مع كندا، وذلك في تحول مفاجئ وصادم للعلاقات بين البلدين.

ويأتي هذا القرار، الذي وصفه ترمب بأنه رد على "سلوك فظيع"، بعد اكتشاف حملة إعلانية كندية مناهضة للرسوم الجمركية الأمريكية، استخدمت بشكل "احتيالي وزائف" لقطات للرئيس الأسبق رونالد ريغن، مما دفع مؤسسة ريغن للتهديد بإجراءات قانونية.

يأتي هذا الانهيار الدبلوماسي بعد أسبوعين فقط من اجتماع ودي عقد في البيت الأبيض بين الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، في زيارة كانت تهدف تحديدا إلى تخفيف التوترات التجارية ومحاولة إقناع واشنطن بتخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية.

ورغم أن نحو 85% من السلع معفاة من الرسوم الجمركية بين البلدين بموجب اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، إلا أن الرسوم الدولية التي فرضها ترمب على قطاعات حيوية مثل الصلب والألومنيوم والسيارات، كان لها تأثير سلبي كبير على الشركات الكندية وأدت إلى فقدان العديد من الوظائف.


وقد دفعت هذه السياسة رئيس الوزراء الكندي كارني إلى الإعلان في خطاب الميزانية الأخير أن سياسة واشنطن التجارية "تغيرت بشكل جذري"، وأنها تتطلب "تجديد استراتيجية أوتاوا الاقتصادية".

الإعلان الذي أشعل الأزمة بدأت الأزمة الخميس، عندما هاجم الرئيس ترمب على منصته "تروث سوشال" إعلانا تلفزيونيا بثته مقاطعة أونتاريو الكندية على قنوات أمريكية.

وكتب ترمب: "أعلنت مؤسسة رونالد ريغن للتو أن كندا استخدمت إعلانا بشكل احتيالي وزائف يظهر فيه رونالد ريغن وهو يتحدث بشكل سلبي عن الرسوم الجمركية".

وبناء على ذلك، أعلن ترمب: "بناء على سلوكهم الفظيع، تلغى كل المفاوضات التجارية مع كندا".

ولم يكتف ترمب بذلك، بل اتهم كندا بأن الحملة الإعلانية تهدف إلى "التدخل في قرار المحكمة العليا الأميركية"، التي من المقرر أن تصدر حكمها قريبا في مسألة شرعية الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها.

مؤسسة ريغن تتدخل أكدت مؤسسة رونالد ريغن صحة موقف ترمب، وأفادت عبر منصة "إكس" بأن حكومة أونتاريو استخدمت "بشكل انتقائي" مقاطع صوتية ومرئية من خطاب إذاعي ألقاه ريغن في أبريل 1987.

وأضافت المؤسسة أن الإعلان "يحرف" ما قاله الرئيس الجمهوري السابق في خطابه حول التجارة، مؤكدة أنها "تراجع خياراتها القانونية في هذا الشأن".

ترمب يهاجم السلوك الكندي

واصل ترمب هجومه يوم الجمعة، وكتب مجددا على "تروث سوشال": "كندا غشت وفضح أمرها!".

وأضاف: "لطالما غشت كندا في ما يتعلق بالرسوم الجمركية، محصلة من مزارعينا رسوما تصل إلى 400% والآن، لم يعد بإمكانها، ولا بإمكان دول أخرى، استغلال الولايات المتحدة".

وفي محاولة لتصحيح ما اعتبره تحريفا لتاريخ حزبه، أضاف ترمب أن الرئيس ريغن "كان يحب التعرفات الجمركية من أجل بلادنا وأمنها القومي".

يمثل هذا القرار تجميدا كاملا للعلاقات التجارية بين اثنين من أكبر الشركاء التجاريين في العالم.

إن إلغاء المفاوضات لا يعني فقط استمرار الرسوم الجمركية المؤلمة على الصلب والألومنيوم، بل يغلق الباب أمام أي حلول دبلوماسية كانت كندا تسعى إليها.

تظهر هذه الخطوة مدى حساسية الرئيس ترمب تجاه أي انتقاد لسياسته المتعلقة بالرسوم الجمركية، واستعداده لاتخاذ قرارات جذرية ردا على ما يعتبره تدخلا أو سلوكا "احتياليا".

لم يصدر تعليق فوري من المسؤولين الكنديين على قرار ترمب بإنهاء المفاوضات.

ومع ذلك، فإن هذا التحول المفاجئ يضع كندا في موقف اقتصادي صعب، ويجبر حكومة كارني على مواجهة واقع تجاري جديد أكثر عدائية مع جارتها الجنوبية.

ويرتبط المسار العام للأحداث الآن بما إذا كانت كندا ستقدم اعتذارا أو تتخذ خطوات قانونية، أو ما إذا كانت إدارة ترمب ستستخدم هذا الإلغاء كورقة ضغط لفرض تنازلات أكبر في المستقبل.

0 تعليق