يعتقد كثيرون أن بضع دقائق إضافية من النوم بعد رنين المنبه تساعدهم على الاستيقاظ بهدوء، لكن دراسات حديثة كشفت العكس تماما، إذ إن الضغط على زر "الغفوة" (Snooze) بعد المنبه يربك الدماغ ويدخله في دورة نوم جديدة قصيرة ومشوشة، ما يجعل النهوض أكثر صعوبة ويزيد من الشعور بالخمول الصباحي، وقد يفسد اليوم بأكمله.
ما الذي يحدث داخل الدماغ؟
بحسب دراسة تحليلية نشرها موقع ScienceDaily، شملت بيانات أكثر من 3 ملايين ليلة نوم لـنحو 21 ألف مستخدم لتطبيق مراقبة النوم Sleep Cycle، تبين أن أكثر من نصف المشاركين يستخدمون زر الغفوة بانتظام، بمتوسط 11 دقيقة إضافية من النوم بعد رنين المنبه.
وقالت الباحثة الرئيسية ريبيكا روبنز، من قسم طب اضطرابات النوم والساعة البيولوجية في مستشفى بريغهام آند ويمين في بوسطن، إن هذه الدقائق القصيرة لا تمنح الجسم راحة حقيقية، بل تحدث اضطرابا في إيقاع النوم الطبيعي، إذ تمنع الدماغ من إتمام مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، المسؤولة عن اليقظة الذهنية والإحساس بالانتعاش عند الاستيقاظ.
وفي دراسة أخرى نشرت عام 2022 في مجلة Journal of Physiological Anthropology، تبين أن تكرار الغفوة يزيد من خمول الاستيقاظ (Sleep Inertia)، وهي حالة يشعر فيها الإنسان بالدوخة أو الثقل الذهني بعد النهوض، وكلما تكررت الغفوة طالت هذه الفترة وازدادت صعوبة بدء اليوم بطاقة إيجابية.
ماذا يقول الأطباء؟
بحسب موقع Cleveland Clinic الأمريكي، تختلف آثار الغفوة من شخص لآخر، لكنها تكون أوضح لدى من يعانون من قلة النوم أو اضطراب الساعة البيولوجية.
وأوضح الخبراء أن المشكلة ليست في الغفوة نفسها، بل في توقيتها؛ فعندما يدخل الدماغ مرحلة نوم جديدة بعد الرنين الأول، لا يملك الوقت الكافي لإكمالها قبل أن يرن المنبه مجددا، مما يؤدي إلى اضطراب في الهرمونات ومستويات التركيز والانتباه صباحا.
نصائح الخبراء
ينصح أطباء النوم بضبط المنبه على وقت الاستيقاظ الفعلي بدلا من الاعتماد على الغفوة المتكررة، والنهوض فورا بعد الرنين الأول، مؤكدين أن هذه الخطوة تنظم الساعة البيولوجية وتحسن المزاج والإنتاجية.
أما من لا يستطيعون الاستغناء عن الغفوة، فيرى الخبراء أن ذلك يشير غالبا إلى نقص مزمن في النوم الليلي، ويحتاج إلى معالجة عبر تبني عادات نوم صحية وتحديد أوقات ثابتة للنوم والاستيقاظ.

0 تعليق