Published On 25/10/202525/10/2025
|آخر تحديث: 13:05 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:05 (توقيت مكة)
تناولت صحف ومواقع عالمية تفاعلات الخطط الأميركية الجديدة المتعلقة بإعادة إعمار قطاع غزة، وسط تشكيك في جدواها، وانتقادات متزايدة لتورط واشنطن المتزايد في إدارة الصراع. في وقت يجد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه في موقف سياسي معقد داخليا وخارجيا.
وفي صحيفة نيويورك تايمز، طرح ديفيد هالبفينغر تساؤلات عن مدى واقعية خطة واشنطن لإطلاق مشاريع إعمار في مناطق تخضع حاليا للسيطرة الإسرائيلية داخل غزة، متسائلا إن كانت هذه الخطط قابلة للتنفيذ فعلا أم أنه محكوم عليها بالفشل.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوذهب الكاتب إلى التساؤل عما إذا كان هذا المسعى الأميركي سيقود إلى سلام مستدام أم يُنظر إليه كممر خلفي نحو احتلال عسكري جديد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بغزة قوله إن إدارة ترامب "تسيء فهم جغرافية القطاع" موضحا أن إسرائيل تحتل في الغالب أراضي زراعية وصناعية يصعب تحويلها إلى مناطق سكنية كما تتصور واشنطن، معتبرا أن الطرح الأميركي "غير منطقي" ويعكس فهما سطحيا لطبيعة الأرض والواقع الأمني.
أما لوفيغارو الفرنسية، فذكرت أن إنشاء مركز التنسيق المدني العسكري هذا الأسبوع -في مدينة كريات جات الإسرائيلية- يوضح حجم البصمة الأميركية المباشرة في إدارة الصراع.
وصاية مشتركة
ووفق مراقبين نقلت عنهم الصحيفة، فإن هذا الترتيب يكرس أحد أشكال الوصاية المشتركة على الشؤون المدنية في غزة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
غير أن مصدرا أمميا تحدث للصحيفة رأى أن الهدف المعلن من إنشاء هذا المركز هو تحقيق قدر من الاستقرار بالقطاع، لكنه أقرّ في الوقت ذاته بأن هذه الخطوة تضفي الطابع الرسمي على الإشراف الأميركي على السلوك الإسرائيلي.
وأضاف أن واشنطن تمارس هذا الدور تحت غطاء المساعدات الإنسانية، في حين تنقل عمليا جزءا من السيطرة العملياتية إلى عهدتها.
وفي المقابل، بدت هآرتس الإسرائيلية أكثر جرأة في تناولها للمشهد، إذ خلصت إلى أن الولايات المتحدة لم تأتِ لإدارة غزة فحسب بل لإدارة إسرائيل نفسها.
إعلان
وانتقدت الكاتبة في الصحيفة رد فعل جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي على تصويت الكنيست بشأن ضم الضفة الغربية، بعد أن وصفه بأنه "تصويت رمزي" معتبرة أن هذا التوصيف يعكس تجاهلا لطبيعة التحول السياسي في إسرائيل.
ورأت أن واشنطن بدأت تدرك أن المعضلة لا تكمن فقط في الفلسطينيين، بل في بنية القرار الإسرائيلي ذاته.
وتساءلت عمّا إذا كانت هذه المرحلة تمثل انتقالا نحو إصلاح يقود إلى حل الدولتين أو صيغة كونفدرالية، أم أن إسرائيل تخطو نحو عملية أعمق قد تنتهي بشكل من أشكال الضم الطوعي للولايات المتحدة أو حتى تدويل المنطقة الممتدة بين النهر والبحر.
إحباط أميركي
أما بوليتيكو الأميركية، فقد ركزت على تصاعد حالة الإحباط داخل دوائر صنع القرار بواشنطن تجاه حكومة نتنياهو، خاصة بعد نقل دي فانس رسالة وصفتها الصحيفة بـ"الصارمة" إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن تصويت الكنيست الأخير على ضم الضفة الغربية وضع نتنياهو في موقف سياسي شديد الحساسية.
وتوضح بوليتيكو أن نتنياهو بات مضطرا للاعتماد على دعم الأحزاب اليمينية المؤيدة للضم بالانتخابات المقبلة، وهو ما يقيده سياسيا في أي مفاوضات مقبلة.
وفي الوقت نفسه، فإن أي قطيعة علنية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستكلفه ثمنا سياسيا باهظا، نظرا لشعبيته الواسعة داخل إسرائيل ودوره المحوري في تعزيز صورة نتنياهو خلال حملاته السابقة.
وتختتم الصحيفة بالقول إن واشنطن تجد نفسها أمام معضلة مزدوجة: فهي من جهة تسعى لإعادة تشكيل المشهد في غزة ضمن رؤية "إعمار ما بعد الحرب" ومن جهة أخرى تواجه شريكا إسرائيليا يزداد تشددا ويستغل الدعم الأميركي لحسابات داخلية ضيقة، مما يجعل مهمة الولايات المتحدة أكثر تعقيدا من أي وقت مضى.

0 تعليق