قلب عمان ينبض: توسعة شارع الجيش تُحدث ثورة مرورية في المحطة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 تشهد منطقة "المحطة" الحيوية حاليا أعمال المرحلة الرابعة التطوير

تواصل أمانة عمان الكبرى، بخطى متسارعة، تنفيذ واحد من أهم المشاريع الاستراتيجية ضمن خطتها لتطوير أحياء عمان القديمة، حيث تشهد منطقة "المحطة" الحيوية حاليا أعمال المرحلة الرابعة من هذا التطوير، والتي تتركز على توسعة "شارع الجيش"، الشريان النابض الذي يربط شرق العاصمة بوسطها.

هذا المشروع لا يمثل مجرد أعمال صيانة روتينية أو إضافة مسرب، بل هو عملية جراحية دقيقة تهدف إلى إعادة إحياء واحد من أكثر الشرايين المرورية أهمية وتاريخا في العاصمة، وفك الاختناقات المرورية المزمنة التي عانت منها المنطقة لعقود، وتمهيد الطريق نحو تحقيق رؤية الأمانة في تحويل عمان إلى مدينة ذكية ومستدامة.

رؤية استراتيجية لمشكلة مزمنة

تعد منطقة المحطة وشارع الجيش نقطة اختناق مرورية معروفة لسكان العاصمة وزوارها. فالشارع، بحكم موقعه، يستقبل ضغطا هائلا كونه حلقة الوصل الرئيسية بين مجمع رغدان السياحي، ووسط البلد، ومناطق شرق عمان، وصولا إلى الزرقاء.

وقد أدى هذا الضغط المتزايد، مقترنا ببنية تحتية قديمة، إلى جعل التنقل عبر هذه المنطقة تحديا يوميا.

ومن هنا، انطلقت المرحلة الرابعة من المشروع، والتي أوضح تفاصيلها المدير التنفيذي لمشاريع تطوير أحياء عمان والمسارات السياحية، المهندس محمد أبو زيتون.

أكد أبو زيتون أن أمانة عمان بدأت فعليا بأعمال توسعة شارع الجيش، وأن جوهر هذه التوسعة هو "استحداث مسرب رابع".

يهدف هذا المسرب الإضافي إلى تحسين الانسيابية المرورية بشكل جذري، واستيعاب الزيادة في أعداد المركبات، وتقليل زمن الانتظار عند التقاطعات الرئيسية في المنطقة.


هدم لضرورات البناء

لتحقيق هذه التوسعة الحيوية على أرض الواقع في منطقة مكتظة كالمحطة، كان لا بد من اتخاذ قرارات حاسمة.

وفي هذا السياق، أشار المهندس أبو زيتون إلى أن أمانة عمان "تعتزم هدم مبان تابعة لها موجودة ضمن نطاق المسرب الرابع المستحدث".

وشدد على أن هذه المباني هي ملك للأمانة، وسيتم إزالتها كجزء من إعادة تنظيم الأصول البلدية لخدمة المصلحة العامة.

وأكد أبو زيتون أن عملية الإزالة ستتم بالتنسيق الكامل مع جميع الجهات المعنية، مع اتخاذ كافة الإجراءات الإشرافية اللازمة لضمان أعلى معايير السلامة العامة في الموقع أثناء تنفيذ أعمال الهدم والبناء.

أكثر من مجرد أسفلت: بنية تحتية متكاملة

أوضح المهندس أبو زيتون أن الهدف من المشروع يتجاوز بكثير مجرد إضافة مسرب للمركبات، بل هو إعادة تأهيل شاملة للمنطقة.

وبين أن المشروع يهدف إلى:

إنشاء بنية تحتية جديدة: سيتم تحديث شبكات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والمياه والخدمات الأخرى، لضمان استدامتها لسنوات قادمة.

تحسينات مرورية شاملة: لا تقتصر على المسرب الرابع، بل تشمل إعادة تنظيم التقاطعات والإشارات الضوئية.

أنسنة المدينة: سيتم إنشاء أرصفة وممرات مخصصة للمشاة، تضمن سلامتهم وراحتهم، وهو عنصر حيوي في منطقة تشهد كثافة عالية من حركة المشاة.

جسور مشاة آمنة: إدراكا لخطورة عبور الشارع، يتضمن المشروع إنشاء جسور مشاة جديدة تهدف إلى تقديم خدمات أفضل لسكان المنطقة وزوارها، وتأمين عبور آمن لهم بعيدا عن حركة السير.

أعمال تجميلية: سيرافق المشروع أعمال تجميلية وتحسين للمظهر العام للمنطقة، بما يليق بتاريخها كواحدة من بوابات عمان القديمة.

جزء من خطة استراتيجية كبرى

يأتي هذا المشروع كحلقة في سلسلة خطة أمانة عمان الكبرى لتطوير أحياء عمان القديمة، وينسجم تماما مع أهداف خطتها الاستراتيجية للأعوام (2022-2026).

تركز هذه الخطة على تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز الاستدامة البيئية والحضرية، والأهم من ذلك، "توظيف التكنولوجيا" لتحقيق رؤية الأمانة في تحويل عمان إلى "مدينة ذكية".

إنشاء بنية تحتية حديثة في شارع الجيش اليوم، هو بمثابة وضع الأساس الذي ستقوم عليه تطبيقات المدينة الذكية غدا، من أنظمة النقل الذكية إلى الإدارة الفعالة للمرور والخدمات.

إن العمل الجاري في شارع الجيش ليس مجرد توسعة طريق، بل هو استثمار في مستقبل قلب العاصمة، يوازن بين متطلبات الحداثة والحركة المرورية المتزايدة، وبين الحفاظ على سلامة المشاة وروح المنطقة، كخطوة ضرورية نحو عمان أكثر انسيابية، وأمانا، وذكاء.

0 تعليق