أكاديمي: إجراءات تنظيم التجارة الإلكترونية «شكلية»… والحاجة لبرامج بحثية وتنموية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ليبيا – سلّط تقرير اقتصادي نشرته صحيفة «العربي الجديد» القطرية الضوء على تنامي إقبال الليبيين على الدورات التدريبية لاحتراف مهن التجارة الإلكترونية، ناقلًا عن محسن الكوافي، صاحب منصة «تقريب» التدريبية المتخصصة في إنشاء المتاجر الإلكترونية والتسويق عبر الإنترنت، قوله إن الطلب «كبير» من الشباب والأسر الساعين لدخول عالم التجارة الرقمية.

مجالات تدريب رائجة
أوضح الكوافي أن معظم المتدربين يأتون من خلفيات بسيطة ويطمحون لتعلم مهارات التسويق وإدارة المحتوى الرقمي، لافتًا إلى أن الأنشطة الأكثر طلبًا تشمل تسويق الحلويات المنزلية والملابس والمشغولات اليدوية، إضافة إلى خدمات التوصيل والنقل المنزلي وبيع الأدوات الإلكترونية البسيطة، فضلًا عن التسويق لمنتجات الحرفيين وتقديم خدمات العناية الصحية المنزلية.

دوافع التحول إلى المنصات الرقمية
بيّن الكوافي أن ضعف فرص العمل في القطاعات التقليدية دفع كثيرًا من الشباب إلى التجارة الإلكترونية كبديل عملي منخفض التكلفة مقارنة بالتجارة الميدانية، فيما وجد المستهلكون في الشراء عبر الإنترنت وسيلة مريحة للوصول إلى المنتجات مع توسّع خدمات التوصيل والعروض الرقمية. وأضاف أن اعتبارات الأمن، في ظل حالات الانفلات والاشتباكات المتقطعة، أسهمت في تعزيز الاعتماد على التسوّق الإلكتروني، إلى جانب الأثر التعريفي الذي أحدثته جائحة كورونا.

رأي أكاديمي: الحاجة إلى إطار تنظيمي واقعي
من جانبه، رأى إسماعيل ساطي، الأكاديمي في قسم التسويق والتجارة الإلكترونية بجامعة طرابلس، أن التعاطي الرسمي مع الظاهرة «ما يزال دون المستوى»، وأن التجارة الإلكترونية في ليبيا أعقد مما يبدو وتحتاج دراسات ميدانية لفهم طبيعتها وانتشارها. وأشار إلى أن منصة «موثوق» لا تزال تفتقر إلى ضوابط واضحة لتأسيس المنصات، وأن تسجيل 74 متجرًا فقط لا يعكس الإقبال الحقيقي، إذ تُظهر بيانات المنصة نفسها وجود 184 متجرًا مسجّلًا منها 98 متجرًا موثوقًا، معتبرًا أن الخطوات الحكومية الحالية أقرب إلى «الإجراءات الشكلية» في ظل غياب الرصد العلمي.

طفرة الجائحة… وثقافة جديدة يقودها الشباب
أكد ساطي أن الطفرة الحقيقية حدثت أثناء جائحة كورونا، حين تضاعف عدد المنصات الناشئة، ما حول التجارة الإلكترونية إلى «ثقافة اقتصادية» جديدة يقودها شباب وطلاب ومهندسون اتجهوا نحو ريادة الأعمال الرقمية. ولفت إلى أن القرارات الحكومية ينبغي أن ترتقي إلى مستوى التحول حتى لا تصبح قيودًا على المبادرات الفردية الصغيرة التي لا يتجاوز حجم كثيرٍ منها مئات الدولارات، خاصة مع اعتماد عدد من المشاريع على الشحن الخارجي والتعامل مع شركاء دوليين.

توصيات لتنمية الاقتصاد الرقمي
دعا ساطي إلى إطلاق برامج بحثية وتنموية تقترب من واقع الشباب والأسر المبادِرة بدلًا من الاكتفاء بالجانب التنظيمي، معتبرًا أن فهم طبيعة أعمالهم ومشكلاتهم هو مفتاح تطوير الاقتصاد الرقمي الليبي.

المرصد – متابعات

 

0 تعليق