المومني: التنسيق الأردني المصري ركيزة للأمن القومي العربي وموقفنا من قضية فلسطين متطابق - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
المومني:  الحكومة تنظر إلى الإعلام كشريك أساسي

أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، أن العلاقات الأردنية المصرية تمثل "نموذجا متميزا في العمل العربي المشترك"، وهي نتاج حرص متبادل من جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وفي حوار شامل مع مجلة "الأهرام العربي"، أوضح المومني أن هذا التنسيق يشكل أحد أهم أعمدة استقرار الأمن القومي الإقليمي، مؤكدا أن الأردن ماض في تنفيذ رؤى التحديث الشاملة، بما في ذلك بناء منظومة وطنية متكاملة للدراية الإعلامية لحماية المجتمع من الفوضى الرقمية.

علاقات تاريخية راسخة

تأتي تصريحات المومني لرئيس تحرير المجلة، جمال الكشكي، في سياق تسليط الضوء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين عمان والقاهرة.


وأكد المومني أن هذه العلاقات، القائمة على "الرغبة الصادقة والثوابت الراسخة من الثقة والاحترام المتبادل"، وصلت اليوم إلى مستويات مشرفة بفضل التوجيهات المستمرة من قيادتي البلدين لتدعيم أسس التعاون وتوسيع مجالاته.

نموذج للتكامل الثنائي على الصعيد البيني

شدد المومني على أن اجتماعات الدورة الثالثة والثلاثين للجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة، التي استضافتها عمان في شهر آب الماضي بحضور رئيسي وزراء البلدين، الدكتور جعفر حسان والدكتور مصطفى مدبولي، كانت دليلا واضحا على متانة العلاقات.

وأشار إلى أن هذه اللجنة تعد من أكثر اللجان العربية المشتركة انتظاما، حيث لم تنقطع اجتماعاتها منذ تأسيسها، مما يجعلها إطارا مؤسسيا فاعلا.

وأكد أن الدورة الأخيرة شهدت توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات متنوعة تخدم تعزيز التكامل الاقتصادي والاستثماري.

التطابق في القضايا العربية والفلسطينية وفيما يتعلق بالقضايا العربية، أكد المومني أن "جميع المحطات تؤكد أن التنسيق الأردني- المصري يشكل أحد أهم أعمدة استقرار الأمن القومي العربي والإقليمي".

وأضاف أن قيادتي البلدين تتميزان بالحكمة والعقلانية، وتعملان على توظيف العلاقات مع المجتمع الدولي لخدمة القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة والمركزية، التي تمثل أولوية مشتركة ومصلحة عليا لكلا البلدين.

وقال المومني إنه "لا يمكن أن ينطلق أي جهد أو حوار يتصل بالقضايا العربية من دون دور رئيسي وفعال لكل من الأردن ومصر".

وأوضح أن الموقفين الأردني والمصري "متقاربان إلى حد التطابق" فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ويقومان على دعم حل الدولتين ورفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، إلى جانب دورهما الإنساني والإغاثي البارز في دعم الأشقاء في قطاع غزة.

الإعلام كـ "خط دفاع أول" وحول دور الإعلام الوطني

قال المومني إن "الإعلام هو صنو الوعي ووسيلته"، ودوره لا يقتصر على نقل المعلومة، بل يمتد إلى "بناء دراية إعلامية ومعلوماتية راسخة" تقوم على الموضوعية.

وأكد أن ذلك "يشكل خط الدفاع الأول في حماية المجتمع من التضليل والإشاعات والمعلومات الزائفة".

وبين أن الحكومة تنظر إلى الإعلام كشريك أساسي، وأن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للدراية الإعلامية والمعلوماتية عام 2019 كان خطوة متقدمة، والعمل جار على تطبيق الخطة الوطنية الثانية مطلع العام القادم.

وشدد على أن تعزيز الوعي بات ضرورة ملحة لحماية المجتمع من "الفوضى الرقمية"، خاصة في ظل الاستخدام غير الرشيد لوسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن هذا الواقع يفرض شراكة تكاملية بين الإعلام والحكومات، وهو ما تسعى وزارة الاتصال الحكومي لتعزيزه.

مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام، قال المومني إن الأردن يحرص على تسخير التكنولوجيا لخدمة كافة القطاعات.

وأوضح أن المخاوف "لا تكمن في استبدال تطبيقات الذكاء الاصطناعي للعقل البشري، بل في الاستخدام الخاطئ لهذه التكنولوجيا"، مشيرا إلى تحديات أخلاقية ومهنية مثل التلاعب بالمحتوى، وانتهاك الخصوصية، وتزييف الصوت والصورة.

وأكد أن التعامل مع هذه التحديات لا يكون بالمخاوف، بل "عبر الممارسات السليمة وبناء الوعي الرقمي"، ووضع تشريعات ناظمة تتضمن بنودا تتعلق بالمحتوى والتبليغ عن أي خرق.

استراتيجية الاتصال الحكومي ورؤية التحديث أوضح المومني أن استراتيجية الاتصال الحكومي في المملكة تقوم على "الشفافية والإفصاح، والتشاركية والاشتباك الإيجابي"، وبناء علاقة "سليمة ومستدامة" مع المواطنين.

وأضاف أن الوزارة تعمل على تطوير منظومة الاتصال من خلال خطة تدريبية وتأهيلية للناطقين الإعلاميين، وإعداد نظام تنظيمي خاص بهم لتعزيز قدرتهم على تقديم الصورة المؤسسية بأفضل شكل.

اختتم المومني حديثه بالإشارة إلى أن برامج التحديث في الأردن، السياسية والاقتصادية والإدارية، هي "مشروع الدولة الأردنية في مئويتها الثانية"، ومشروع إصلاحي شامل.

وأكد أن هذه البرامج هي "ثمرة حوارات وطنية اتسمت بالحرية والشفافية" وشملت كافة مكونات المجتمع، وحظيت بمتابعة مستمرة من جلالة الملك وسمو ولي العهد، بهدف تمكين الجيل الشاب من بناء مستقبل مزدهر وتحويل الأردن إلى نموذج يحتذى بها

0 تعليق