Published On 25/10/202525/10/2025
|آخر تحديث: 21:08 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:08 (توقيت مكة)
بعد توقف دام عامين، انطلقت في مدينة بحر دار، عاصمة إقليم أمهرة شمال إثيوبيا، أعمال الدورة الـ11 من منتدى تانا رفيع المستوى للسلم والأمن في أفريقيا، بمشاركة واسعة من مسؤولين حكوميين، وقادة سابقين، وخبراء سياسات، وممثلين لمنظمات إقليمية ودولية، تحت شعار (أفريقيا في نظام عالمي متغيّر).
ويُعد المنتدى، الذي تأسس عام 2012، من أبرز المنصات للحوار بين صناع القرار في القارة، ويُعقد سنويا بهدف تقديم مقترحات عملية لحلول أفريقية للتحديات الأفريقية.
تركزت جلسات اليوم الأول، التي عقدت في بحر دار، على القضايا الأمنية المستجدة في أفريقيا، وعلى رأسها استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات المسلحة الحديثة.
وفي جلسة فكرية بعنوان "الذكاء الاصطناعي في النزاعات الحديثة: الأبعاد الأخلاقية والإنسانية"، ناقش المشاركون التأثير المتنامي للتقنيات الذكية في ساحات القتال الأفريقية، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، وأنظمة المراقبة الرقمية، وحروب المعلومات، مؤكدين ضرورة بناء أطر تشريعية وقانونية تنظم استخدامها وتحدّ من انتهاكات حقوق الإنسان.
كما تناولت جلسات أخرى إصلاح مؤسسات الاتحاد الأفريقي وتعزيز فاعليتها واستقلاليتها المالية، وتوسيع مشاركة المواطنين في عمليات صنع القرار، من خلال تقريب هياكل الاتحاد إلى القواعد الشعبية.
واعتُبر هذا النقاش امتدادا للجدل القاري حول الملكية الأفريقية وتمويل الاتحاد الأفريقي ذاتيا، التي تُعد من أبرز أولويات مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وخُصصت جلسة أخرى لمناقشة قضية الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، بمشاركة وزراء دولة من إثيوبيا والصومال، ركزت على أهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي في مواجهة التحديات العابرة للحدود، مثل النزوح، والإرهاب، والجريمة المنظمة، وتغير المناخ.
إعلان
وقال حاكم إقليم أمهرة -خلال الجلسة الافتتاحية- إن استئناف المنتدى هذا العام بعد تأجيلات متكررة منذ عام 2023 يؤكد عودة الاستقرار إلى الإقليم وقدرته على احتضان فعاليات إقليمية كبرى بعد مرحلة من التوتر الأمني، مضيفًا أن المنتدى ليس مجرد حدث أكاديمي، بل منصة لتجديد الثقة في الحلول الأفريقية.
جلسات اليوم الثاني
وفي اليوم الثاني من المنتدى، الذي انعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحوّل النقاش إلى القضايا الكبرى التي تواجه القارة في ظل تحولات النظام الدولي.
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، القادة الأفارقة إلى الانتقال من مرحلة التفكير النظري إلى التحرك العملي في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية المتفاقمة، مؤكدا أن الوحدة الأفريقية هي السلاح الوحيد القادر على حماية القارة من التشرذم والضعف في عالم يزداد اضطرابا.
وقال يوسف في كلمته الافتتاحية "لقد آن الأوان لنتحول من مرحلة الخطابات إلى مرحلة الأفعال، فالقارة تواجه أزمات متشابكة من النزاعات إلى الفقر وتغير المناخ، ولا سبيل لتجاوزها إلا بالوحدة والتضامن والإرادة السياسية الصادقة".
وأشار يوسف إلى أن مبادرة "إسكات البنادق"، التي أطلقها الاتحاد الأفريقي عام 2009، كان يُفترض أن تُحقق أهدافها بحلول عام 2020 قبل تمديدها إلى عام 2030.
وأضاف "تبقى أمامنا 5 سنوات فقط، لكن مؤشرات العنف ما زالت مرتفعة، وهو ما يفرض علينا الانتقال من التنظير إلى التنفيذ".
تكريم رموز التحرر الأفريقي
كما شهد اليوم الثاني جلسة رمزية بعنوان "إرث سامورا ماشيل في مسيرة السلم والأمن الأفريقي"، خُصصت لتكريم الرئيس الموزمبيقي الراحل سامورا ماشيل، أحد أبرز رموز التحرر الوطني في القارة.
وتناول المتحدثون تجربته في قيادة نضال بلاده ضد الاستعمار، ودوره في ترسيخ قيم الوحدة الأفريقية، معتبرين أن استحضار رموز مثل ماشيل وشيسانو يذكّر الأجيال الجديدة بالروح الأصلية للمشروع الأفريقي، التي تقوم على الكرامة والسيادة والتكامل.
وفي جلسة رفيعة المستوى حول "الملكية الأفريقية والفاعلية في عالم غير مستقر"، شاركت الرئيسة السابقة لملاوي جويس باندا، والرئيس الموزمبيقي الأسبق جواكيم شيسانو، ووزير الخارجية الإثيوبي غيديون طيموثيوس، وشدد المتحدثون على أن القارة بحاجة إلى استعادة زمام المبادرة في قضايا الأمن والتنمية.
وأكدوا أن الحلول المفروضة من الخارج أثبتت محدوديتها، وأن الملكية الأفريقية للمشروعات والسياسات هي السبيل لضمان استدامة السلام والاستقرار.
ويُختتم المنتدى، الذي يُعقد سنويا منذ عام 2012، بإصدار توصيات موجهة إلى الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية وصنّاع القرار في القارة، حول السياسات الأمنية والتنموية.
وقد ساهم المنتدى على مدى 11 عاما في بناء شبكة فكرية أفريقية تضم رؤساء دول وحكومات، ومسؤولين سابقين، وأكاديميين وخبراء، لتبادل الرؤى حول إدارة الأزمات الأفريقية بآليات محلية مستدامة.
إعلان

0 تعليق