خسارة الاتحاد أمام الهلال لم تكن مجرد عثرة في مشوار الدوري، بل كانت جرس إنذار حقيقي كشف حجم الفجوة بين الطموح والواقع، ووضّح بجلاء أن الفريق لا تنقصه الروح ولا الفكر، بل تنقصه إدارة تواكب طموحه وتدعم احتياجاته بجدية.
المدرب ما قصّر، أدار المباراة بوعي وهدوء، ونجح في إعادة الانضباط التكتيكي للفريق، لكن اليد الواحدة لا تصفق.
فالاتحاد اليوم يحتاج إلى أدوات جديدة تصنع الفارق، لا إلى أعذارٍ تُسكّن الجماهير، أو تصريحاتٍ تبرر التأخير في اتخاذ القرار.
الانتقالات الشتوية المقبلة تمثل الاختبار الحقيقي للإدارة، اختبار يُظهر مدى قدرتها على التصحيح والاستجابة للمطالب الفنية، ومدى احترامها لجمهورٍ لا يرضى إلا بالمنافسة على القمة.
هي مرحلة حاسمة، فإما أن تكون انطلاقة نحو عودة الهيبة، أو استمرارًا لمسلسل التردد والعجز الإداري.
جمهور الذهب يرى كل شيء، ويدرك أن الفريق يقاتل داخل الملعب، لكن غياب الدعم الفني النوعي جعل الاتحاد يواجه خصومه بنقصٍ واضحٍ في العمق والتنوع.
وإذا كانت الإدارة تعاني من ضعف مالي، فلتعلن ذلك بشجاعة، لأن الكيانات الكبيرة لا تُدار بالصمت، بل بالوضوح والمصارحة.
الاتحاد لا يحتاج وعودًا، بل قرارات حاسمة وصفقات مؤثرة.
كرة القدم الحديثة لا ترحم من يتأخر خطوة، ولا تغفر لمن يبرر كل موسم بالظروف.
فمن يريد أن يُعيد العميد إلى منصات الذهب، عليه أن يتحرك الآن، لا بعد فوات الأوان.
الهزيمة كانت الدرس، والشتوية هي الرد المنتظر.
وما بين الدرس والرد، يقف الاتحاد على مفترق طرق لا يحتمل الخطأ.
الشتوية اختبار الإدارة، فإما أن تجتازه بثقة، أو تسقط أمام التاريخ والجماهير.
أخبار ذات صلة

0 تعليق