الذهب يفتتح تداولات الأسبوع على تراجع.. والأسعار تستقر عند 4112 دولاراً بضغط من هدوء التوترات - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
العقود الفورية للذهب بدأت يومها (25 أكتوبر) عند مستوى 4,112.10 دولارا

 افتتحت أسعار العقود الفورية للذهب  تداولات الأسبوع الجديد على تراجع ملحوظ، لتكسر حاجز 4100 دولار نزولا لفترة وجيزة قبل أن تستقر حول 4,112.10 دولارا للأوقية، مسجلة خسارة بنسبة 0.34% في الساعات الأولى من التداول

ويأتي هذا التراجع كاستمرار لحركة التصحيح وجني الأرباح التي بدأت الأسبوع الماضي، بعد أن سجل المعدن الأصفر قمم تاريخية غير مسبوقة.

ويعيش الذهب حاليا حالة من "شد الحبل" بين عوامل ضاغطة، تتمثل في انحسار المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط وقوة الدولار الأمريكي، وعوامل داعمة، تتمثل في استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وتجدد التوترات التجارية مع الصين.

الأداء السعري والتصحيح الأخير:

أظهرت شاشات التداول، بحلول الساعة 05:50:25 بتوقيت غرينتش، أن العقود الفورية للذهب بدأت يومها (25 أكتوبر) عند مستوى 4,112.10 دولارا، وهو ما يمثل تراجعا واضحا عن المستويات التي كان يتداول عندها في منتصف الأسبوع الماضي، والتي تجاوزت 4,300 دولار للأوقية.

ويأتي هذا الهبوط كأول حركة تصحيح واضحة بعد موجة صعود قياسية استمرت لتسعة أسابيع متتالية، دفعت المعدن الأصفر لتسجيل مكاسب تجاوزت 65% منذ بداية العام.


وقد سجل الذهب في وقت سابق من هذا الشهر أعلى مستوى تاريخي له عند 4,392.00 دولارا للأوقية.

العوامل الضاغطة على الأسعار (السلام وقوة الدولار):

يرى المحللون أن السبب الرئيسي لبدء هذا التصحيح هو انخفاض حدة المخاطر الجيوسياسية، وهو أحد أكبر العوامل التي دعمت صعود الذهب. فمع نجاح "قمة شرم الشيخ للسلام" التي رعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والإعلان الرسمي عن إنهاء الحرب في قطاع غزة، بدأت "علاوة المخاطر" التي دفعت في أسعار الذهب بالتلاشي، مما دفع المستثمرين إلى جني أرباحهم.

يضاف إلى ذلك، لا تزال الأسواق تستوعب التصريحات الحذرة التي أدلى بها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. فقد أكد باول أن المعركة ضد التضخم لم تنته وأن خفض أسعار الفائدة قد لا يكون وشيكا. 

هذه التصريحات أبقت على قوة الدولار الأمريكي، وبما أن الذهب مسعر بالدولار، فإن قوة العملة الخضراء تجعله أكثر تكلفة للمشترين حول العالم، وتزيد من جاذبية السندات التي تقدم عائدا، على عكس الذهب.

العوامل الداعمة للأسعار (التجارة والركود):

في المقابل، تجد أسعار الذهب دعما قويا يمنعها من الانهيار الكامل، نابعا من ملفات أخرى لا تقل أهمية. فالتوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين عاد ليحتل صدارة المشهد، خاصة بعد تهديد الرئيس ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 155% على البضائع الصينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري بحلول الأول من نوفمبر.

هذا التهديد أعاد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، ودفع المستثمرين للعودة إلى الملاذات الآمنة.

كما أن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة للأسبوع الثالث، وما يرافقه من مخاوف حول سقف الدين وتأثيره على النمو الاقتصادي، يساهم في تآكل الثقة بالعملات الورقية ويدعم المعادن الثمينة.

يعيش سعر الذهب حاليا مرحلة تجميع قوى، حيث يوازن المستثمرون بين هدوء جبهة الشرق الأوسط، والمخاطر المتصاعدة على جبهة التجارة العالمية.

 وبينما يترقب المتداولون أي جديد بشأن المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، أو أي بيانات اقتصادية أمريكية قد تؤثر على قرار الفيدرالي، فإن المعدن الأصفر يظل في قلب هذه المعركة، محافظا على مستويات سعرية مرتفعة تاريخيا، ومدعوما بتوقعات طويلة الأمد تشير إلى استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب وارتفاع مستويات الدين العالمية.

0 تعليق