عاجل

من ماليزيا إلى كوريا.. جولة ترمب الآسيوية ترسم ملامح الاقتصاد العالمي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

جولة آسيوية حاسمة لترمب: صفقات واتفاق هدنة في ماليزيا.. وترقب لقمة "الحرب التجارية" مع الصين في كوريا

غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ماليزيا، صباح اليوم الاثنين، متوجها إلى اليابان في المحطة الثانية من جولته الآسيوية المكثفة.

وتكتسب هذه الجولة أهمية استراتيجية بالغة، حيث يسعى ترمب لتعزيز التحالفات، وتوقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية، وتتويج جولته بلقاء حاسم مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية، يؤمل منه وضع حد للحرب التجارية المستعرة بين أكبر اقتصادين في العالم.

دبلوماسية "الصفقات" في مواجهة التحديات

تأتي جولة ترمب الآسيوية في وقت محوري لإدارته الثانية. فبعد نجاحه في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يسعى الرئيس الأمريكي لتطبيق نهجه القائم على "صنع الصفقات" لحل النزاعات التجارية والسياسية الكبرى.

وتشكل الحرب التجارية مع الصين التحدي الأبرز، حيث أدت الرسوم الجمركية المتبادلة إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي. كما يواجه ترمب تحديات أخرى تتعلق بالملف النووي الكوري الشمالي، وتعزيز التحالفات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد.

محطة ماليزيا:

دبلوماسية مكثفة وصفقات متعددة شكلت كوالالمبور المحطة الأولى لترمب، حيث شارك على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

ولم تقتصر زيارته على المشاركة الرسمية، بل شهدت نشاطا دبلوماسيا وتجاريا مكثفا:

وساطة إقليمية:

تصدر جدول أعمال ترمب التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.

ووصف ترمب الهدنة، التي ساعد في التوسط فيها بعد أعنف اشتباكات بين الجارتين منذ عقود، بأنها "خطوة كبيرة".

اتفاقيات تجارية ومعادن نادرة:

أعلن ترمب عن إبرام "اتفاق تجاري كبير مع كمبوديا"، و"اتفاق بالغ الأهمية حول المعادن النادرة مع تايلاند".

كما وقع اتفاقا تجاريا مع الدولة المضيفة ماليزيا، يعزز وصول الولايات المتحدة إلى المعادن النادرة الحيوية.

وبموجب هذا الاتفاق، تعهدت كوالالمبور بالامتناع عن فرض قيود على صادرات المعادن الحيوية لواشنطن، مقابل رسوم جمركية أمريكية بنسبة 19% على السلع الماليزية.

كما تعهدت ماليزيا بتسريع تطوير قطاع المعادن النادرة بالتعاون مع شركات أمريكية.

لقاءات جانبية:

التقى ترمب في طائرته، خلال توقف في الدوحة يوم السبت، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث اتفاق غزة.

كما التقى في كوالالمبور الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وقال له: "أعتقد أننا سنكون قادرين على التوصل إلى بعض الصفقات الجيدة"، في ظل تحسن العلاقات بينهما مؤخرا.

استقبال حافل واحتجاج محدود:

حظي ترمب باستقبال حافل في مطار كوالالمبور، حيث استقبله رئيس الوزراء أنور إبراهيم، ومدت له السجادة الحمراء، وواكبت مقاتلتان ماليزيتان طائرته الرئاسية.

وتفاعل ترمب بالابتسام والرقص مع فرقة أدت رقصة تراثية. وفي المقابل، تجمعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين في موقع آخر من المدينة حاملين لافتات مناهضة له.

محطة اليابان: تعزيز التحالف الأمني أقلعت الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" من مطار كوالالمبور قرابة الساعة 10:10 صباحا بالتوقيت المحلي (02:10 ت غ) متجهة إلى طوكيو.

ومن المتوقع أن يلتقي ترمب مساء اليوم إمبراطور اليابان، قبل أن يعقد اجتماعا هاما يوم الثلاثاء مع رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة، ساناي تاكايتشي.

وأبدى ترمب إعجابه بتاكايتشي، قائلا إنه سمع "أشياء عظيمة عنها"، وأشاد بقربها من رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي، الذي كانت تربطه به علاقات وثيقة.

من جانبها، أعلنت تاكايتشي أنها أبلغت ترمب في مكالمة هاتفية السبت أن "تعزيز التحالف بين اليابان والوالولايات المتحدة هو الأولوية القصوى لإدارتي".

يذكر أن اليابان نجحت إلى حد كبير في تجنب أعلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب على دول أخرى.


المحطة الأهم:

قمة كوريا الجنوبية ومواجهة الصين وكوريا الشمالية تعد كوريا الجنوبية المحطة الأبرز في الجولة، حيث سيصل ترمب إلى مدينة بوسان الساحلية يوم الأربعاء للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، ولقاء الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ.

وتترقب الأسواق العالمية التطورات يوم الخميس، لمعرفة ما إذا كان الاجتماع المرتقب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ يمكن أن يوقف الحرب التجارية.

ورغم إعلان الصين عن التوصل إلى "توافق أولي"، أبدى ترمب ثقة كبيرة بالتوصل إلى اتفاق، لكنه لم يتراجع عن تهديداته، مكررا أن الرسوم الجمركية قد تصل إلى 100% إضافية إذا لم يتم التوصل لصفقة.

على صعيد آخر، أثار ترمب قبل مغادرته واشنطن احتمال عقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في كوريا الجنوبية، وهو ما سيكون سابقة منذ لقائهما الأخير في المنطقة المنزوعة السلاح عام 2019.

وأعرب كيم أيضا عن انفتاحه على اللقاء شرط تراجع واشنطن عن مطلب نزع السلاح النووي. وقال وزير التوحيد الكوري الجنوبي إن هناك فرصة "كبيرة" لعقد هذا اللقاء.

تحمل جولة ترمب الآسيوية أهمية قصوى على صعد متعددة؛ فهي تختبر قدرته على ترجمة نهجه في "صنع الصفقات" إلى حلول عملية للحرب التجارية مع الصين، وتحدد مسار العلاقات مع حلفاء استراتيجيين كاليابان وكوريا الجنوبية، وتفتح الباب أمام دبلوماسية شخصية محتملة مع كوريا الشمالية.

وستكون نتائج هذه الجولة، وخاصة قمة "ترمب-شي"، ذات تأثير مباشر على استقرار الاقتصاد العالمي ومستقبل التوازنات الجيوسياسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

0 تعليق